منتديات غورزه | الغويرزه
اذا كنت غير مسجل في المنتدى برجاء قم بالتسجيل او بتسجيل الدخول حتى تتمكن من المشاركه
معنا في منتديات غورزه

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات غورزه | الغويرزه
اذا كنت غير مسجل في المنتدى برجاء قم بالتسجيل او بتسجيل الدخول حتى تتمكن من المشاركه
معنا في منتديات غورزه
منتديات غورزه | الغويرزه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
المواضيع الأخيرة
» قصة مكان : بندر " قلعات "
قراءة معاصرة في تاريخ عرب الهولة : حين كان حوض الخليج واحداً أمام سكانه ( من الحلقة 21 الى الحلقة 30 )  Emptyالأحد أبريل 01, 2018 6:08 pm من طرف بوشقرة البحرين

» آل مشاري من القصيم الى بر فارس
قراءة معاصرة في تاريخ عرب الهولة : حين كان حوض الخليج واحداً أمام سكانه ( من الحلقة 21 الى الحلقة 30 )  Emptyالأحد مارس 04, 2018 4:29 am من طرف بوشقرة البحرين

» معاني أسماء القرى العربية في الساحل الشرقي
قراءة معاصرة في تاريخ عرب الهولة : حين كان حوض الخليج واحداً أمام سكانه ( من الحلقة 21 الى الحلقة 30 )  Emptyالخميس أكتوبر 05, 2017 4:42 pm من طرف بوشقرة البحرين

» قصة سفينة الريان القطرية
قراءة معاصرة في تاريخ عرب الهولة : حين كان حوض الخليج واحداً أمام سكانه ( من الحلقة 21 الى الحلقة 30 )  Emptyالخميس أكتوبر 05, 2017 4:34 pm من طرف بوشقرة البحرين

» فريج العمامرة في مدينة المحرق
قراءة معاصرة في تاريخ عرب الهولة : حين كان حوض الخليج واحداً أمام سكانه ( من الحلقة 21 الى الحلقة 30 )  Emptyالثلاثاء سبتمبر 12, 2017 1:29 pm من طرف بوشقرة البحرين

» عائلة فخرو وعائلة فخر ي وعائلة الصوفي وعائلة احمدى والهيل
قراءة معاصرة في تاريخ عرب الهولة : حين كان حوض الخليج واحداً أمام سكانه ( من الحلقة 21 الى الحلقة 30 )  Emptyالثلاثاء يونيو 27, 2017 7:39 pm من طرف بوشقرة البحرين

» فريج المري ..بمدينة المحرق بمملكة البحرين
قراءة معاصرة في تاريخ عرب الهولة : حين كان حوض الخليج واحداً أمام سكانه ( من الحلقة 21 الى الحلقة 30 )  Emptyالثلاثاء يونيو 27, 2017 7:36 pm من طرف بوشقرة البحرين

» عيدكم مبارك
قراءة معاصرة في تاريخ عرب الهولة : حين كان حوض الخليج واحداً أمام سكانه ( من الحلقة 21 الى الحلقة 30 )  Emptyالثلاثاء يونيو 27, 2017 7:32 pm من طرف بوشقرة البحرين

» كل عام و انتم بخير
قراءة معاصرة في تاريخ عرب الهولة : حين كان حوض الخليج واحداً أمام سكانه ( من الحلقة 21 الى الحلقة 30 )  Emptyالسبت سبتمبر 10, 2016 1:47 pm من طرف بوشقرة البحرين

» عيدكم مبارك وعساكم من عوادة
قراءة معاصرة في تاريخ عرب الهولة : حين كان حوض الخليج واحداً أمام سكانه ( من الحلقة 21 الى الحلقة 30 )  Emptyالأربعاء يونيو 29, 2016 7:02 pm من طرف بوشقرة البحرين

» بناء المساجد القديمة في دول الخليج وساحل فارس
قراءة معاصرة في تاريخ عرب الهولة : حين كان حوض الخليج واحداً أمام سكانه ( من الحلقة 21 الى الحلقة 30 )  Emptyالأربعاء يونيو 29, 2016 6:12 pm من طرف بوشقرة البحرين

» جزيرة ألساية : وأسم الساية قد يكون مشتق من اللغة الفارسية كحال بعض بعض مناطق البحرين ف ال ساية بالفارسية تعني الظل والذى يظهر ويختفي في أوقات معينة
قراءة معاصرة في تاريخ عرب الهولة : حين كان حوض الخليج واحداً أمام سكانه ( من الحلقة 21 الى الحلقة 30 )  Emptyالأربعاء يونيو 29, 2016 5:07 pm من طرف بوشقرة البحرين

دخول

لقد نسيت كلمة السر

بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم


قراءة معاصرة في تاريخ عرب الهولة : حين كان حوض الخليج واحداً أمام سكانه ( من الحلقة 21 الى الحلقة 30 )

اذهب الى الأسفل

قراءة معاصرة في تاريخ عرب الهولة : حين كان حوض الخليج واحداً أمام سكانه ( من الحلقة 21 الى الحلقة 30 )  Empty قراءة معاصرة في تاريخ عرب الهولة : حين كان حوض الخليج واحداً أمام سكانه ( من الحلقة 21 الى الحلقة 30 )

مُساهمة من طرف بوشقرة البحرين الإثنين مايو 09, 2016 3:39 pm



قراءة معاصرة في تاريخ عرب الهولة : حين كان حوض الخليج واحداً أمام سكانه ( من الحلقة 21 الى الحلقة 30 )
قراءة معاصرة في تاريخ عرب الهولة صفحة 3 من 4 < 1 2 3 4 >

حين كان حوض الخليج واحداً أمام سكانه
الهولة «الحلقة الحادية والعشرون»
وثائق العبور في بر فارس

جلال خالد الهارون الأنصاري:
تواصل الحلقة الحادية والعشرون سرد وثائق تشير إلى سكن عشائر عربية ببر فارس، مثل المراسلات التي جرت في تلك الفترة.
ويرتدي هذا السرد أهمية أنه بسبب التغيرات السياسية والاقتصادية الجارفة التي مرت وتمر بها منطقة الخليج بحيث أحالت منطقة كانت تبدو ككتلة مشتركة وموقعاً موحداً للجماعات الناشطة بها إلى بقعة مجزأة سياسياً تفترض نشاطات مقسمة ومجزأة.

الوثيقة الرابعة: البوكوارة
في إثبات سكن عشيرة البوكوارة في بر فارس.
وثيقة إنجليزية (183/1/15/ز).
النص كالتالي:
آل بوكوارة فرقة من عرب بني عتبة، ومسكنهم الدوحة. كبيرهم محمد بن ثاني شيخ الفويرط. وهذا محمد بن سعيد بوكوارة. كان أبوه سعيد تاجر صاحب دراهم يعطي ''الغواويص'' أهل اللؤلؤ ولما مات صار ولده محمد في مكانه مشغول في المعاملات وزادت ثروته وصار معروف عند العربان. ولما صار حرب الشيخ محمد ابن خليفة مع الشيخ عبدالله ابن احمد صار محمد ابن سعيد في فزعة الشيخ محمد بن خليفة وقد راحت بغلته في أثناء تلك الحرب، احترقت.
ولما استولى الشيخ محمد بن خليفة على البحرين أعطى واحدة من بغال الشيخ عبدالله بن أحمد التي وقعت في يده تسمى الطويلة إلى محمد ابن سعيد عوضاً عن بغلته. وبعدما استقل الشيخ محمد بن خليفة في حكومة البحرين بمدة استرجع تلك البغلة من محمد ابن سعيد كرهاً. ومن أجل ذلك تكدر خاطر المذكور فاشترى له بغلة جديده بنفسه ولما رأى أن الشيخ محمد بن خليفة حاقداً عليه ما أحب الجلوس في البحرين فخرج منها إلى بر فارس وتبعه بعض من جماعته وغيرهم من أهل الغوص الذي كان يعطيهم دراهم وسكن في جارك واجتمعت عنده جماعة. ولما وقع الصلح بينه وبين مشايخ البحرين طلب السكن، في الوكرة فأعطوه. وصار هو كبير الوكرة إلى أن صار ما صار بينه وبين شيوخ البحرين.
وأما البوعينين فهم أيضاً قبيلة من بني عتبه بعدما ماتوا كبارهم علي ابن ناصر، وصار كبيرهم واحد من سائر الجماعة. وكانوا ساكنين مكانهم في الوكرة إلى محمد ابن سعيد بوكوارة مع جماعة وصار هو الكبير على الجميع ولما.. اللي عنده في البحرين، وتفرقوا الذي كانوا مجتمعين عنده في الوكرة ما بقا.. نفر قليل من البوكوارة القديمين لا غير. انتهى.
وتحدث عمّنا الشيخ أحمد نور بن محمد الأنصاري عن هذه الأحداث في مخطوطة النصرة في أخبار البصرة (1) فذكر النص التالي:
... فإذا حصل للأفاقية حسن معاملة والتفات من والي البصرة، وبلغتهم الأمنية من المال، النفس، والعرض، انجلبت أغلب أهالي الآفاق التجار وغيرهم لسكنى البصرة، مثل ما سكن سابقاً الشيخ أحمد بن رزق وتفرعت منه تجار وحواشي. وقد كان له أمثال في تجار عتوب البحرين بكثرة المال. وتركوا البحرين لفتنة وقعت بين شيوخها في هذه السنين، وتفرقت تجارها في جزر بحر فارس وبنادرها. انتهى

الوثيقة الخامسة: البوسميط
في إثبات سكن عشيرة آل بوسميط في فارس
من رأس الخيمة إلى أبو شهر في 15 شوال 98
لجناب ذي الشوكة والإجلال عالي الجاه باليوز وقنسل جنرال دولة البهية القيصرية في خليج فارس المحترم..
بعد السلام المعروض بخدمتكم على ما اعترف لنا من شيخ حميد بن عبدالله بأن هذا جزيرة طنب.. ولا تدخل لأحد الآخر سابق. لمّا كان حاكم لنجة من قواسم من أجل مراعاة الجماعة، إذا حاكم لنجة أرسل خيله لأجل المرعى، بمشورة أسلافنا، حاكم رأس الخيمة ما خالفه. والحين بعد انقراض القواسم من لنجة على ما نراه أن في أيام الشتاء تحصل مضرة من أهل لنجه، حاكم لنجة ولو يرسل إلى هناك فقط خيله ما من تكليف لأجل الصحبة. ولكن يأتون جماعة أهل بوسميط ساكنين لنجة رجالهم ونسائهم ويلفون تلك الجزيرة مع دوابهم ويحشون الحشيش بما في الجزيرة من العشب ويحملونها إلى لنجة لأجل صرف حول دوابهم. وإذا منعوهم جماعتنا الذي يسكنون هناك يتفاتنون وإياهم.. ونحن نمنعهم من الفساد.
فالمأمول من جناب الباليوز أن يسوي لنا ترتيب مع حاكم لنجة أن يمنع أهل بوسميط عن الوصول أو نعدي في ملك الجزيرة وخيل حاكم لنجة إذا بيرسلهم لأجل المرعى فقط ما من باس. والنظر عند الله وعند جناب باليوز فلا جنابكم تستحسنون الرأي تخاطبون حاكم لنجة أو تأمرونا متى نحنا مع موافيق الوكيل لنجة نسوي ترتيب مع حاكم لنجة في هذا المادة هذا ليكون عند جنابكم معلوم.
صحيح
الحاج أبو القاسم

عصا موسى
وبعد عرض كل هذه النماذج من الوثائق، فالسؤال يطرح نفسه هنا .. هل كنا فعلا نسكن في بر فارس أم لا؟ والجواب متروك لك أخي القارئ..؟ ونستطيع أن نختم هذا الموضوع بهذا القدر من الوثائق، علماً بأن هناك آلافا من الوثائق والنصوص الأخرى المشابهة التي تثبت سكن عرب المنانعة، البورميح، البوفلاسة، والبوفلاح.. الخ. وأخيرا يحق لي أن اسأل لماذا نفاخر نحن جميعاً عندما يكون أحد أجدانا أو أقاربنا قد سافر ووصل إلى الهند للتجارة أو للإقامة، وفي الوقت نفسه نرى بأن وصول العرب إلى الساحل الفارسي يعد من المعجزات التي تحتاج إلى عصا موسى عليه السلام!

معوقات إعادة كتابة تاريخ الخليج برؤية معاصرة
سؤال يطرح نفسه دائما وسيظل! هل نحن بحاجة لإعادة كتابة تاريخ الخليج المعاصر؟ وجوابي على هذا السؤال: نعم. نحن بحاجة إلى إعادة كتابة التاريخ الخليجي المعاصر، حيث إنه ومن المؤكد والثابت بأن تدوين التاريخ الخليجي المعاصر مر بثلاث مراحل أساسية وهي كالتالي:

المرحلة الأولى
هي المرحلة التي واكبت فترة بداية تأسيس دول الخليج الحديثة، وذلك مباشرة بعد سقوط دولة الخلافة العثمانية على يد إنجلترا وبالتالي تم تقسيم الأراضي العثمانية إلى مشيخات عربية وخليجية تطورت عنها الدول الخليجية الست الحالية. وفي هذه المرحلة بدأ حكام ومثقفو هذه المشيخات يعون أهمية، وضرورة تدوين تاريخ هذه المناطق، معلنين بذلك بداية فترة جديدة، وعهد آخر خلاف العهد العثماني الآفل. وفي هذه المرحلة الحرجة ونظراً لمحدودية المؤهلين أو المتعلمين، اقتصر تدوين التاريخ الخليجي على عدد محدود جدا من المؤرخين وغالباً ما كانوا من رجالات الدين أو من لهم خلفية دينية، ممن لا علاقة لهم بفن تدوين التاريخ، وكان هؤلاء الرجال المكلفين بكتابة هذا التاريخ هم قلة، لذا من السهل جداً حصرهم في الشيخ النبهاني في البحرين، الشيخ الرشيد في الكويت، والشيخ الشيباني في قطر. وكان أسلوب هؤلاء العلماء المثقفين دينيا، أسلوباً بسيطاً يبدأ بوصف جغرافي، يليه تاريخ البلاد القديم ثم التاريخ المعاصر، وكان منهج هؤلاء في تدوين هذا التاريخ المعاصر يعتمد اعتمادا شبه كلي على تدوين الروايات الشفهية انطلاقاً من تاريخ الأسر الحاكمة، مروراً بتاريخ من ارتبط بهذا التاريخ الأقرب فالأبعد، وكان من نتائج هذا المنهج المبالغة أو تضخيم تاريخ شريحة محددة، وجعلها تنفرد في المجد.
وفي المقابل صوّر لنا هذا المنهج التقليدي، بأن باقي الشرائح الاجتماعية ما هي إلا أتباع أو موالٍ للطبقة الأولى. فتم تصوير أبناء الطائفة الشيعية (البحارنة) مثلاً على أنهم لا يجيدون غير زراعة النخيل في القطيف والإحساء والبحرين، ولا دخل لهم في الأمور الاقتصادية أو السياسية، مع تجاهل ظهور شخصيات قيادية وعلمية كانت ذات سطوه أمثال قائم مقام القطيف الزعيم منصور باشا بن جمعة وأحمد مهدي نصر الله وأسر أخرى كانت ذات سطوة وسيادة. ولا شك في ذلك، الأمر نفسه حدث، أيضاً للعمانيين.
ومن هؤلاء أيضاً عرب الهولة الذي تم اختزال تاريخهم في أن جعلوا بحارة أو عمالة كانت تعمل لدى العرب مع تجاهل أن عرب الهولة هؤلاء، كانوا حكاماً لجزيرة البحرين منذ العام 1113 وحتى العام ,1166 كما أوضحنا في الفصول السابقة من هذا الكتاب. هذه ''حقيقة تاريخية''. وأنا أعتقد بأن تجاهل هذه الحقيقة، ينافي الحيادية في كتابة التاريخ.
و مؤلفات هذه المرحلة المبكرة، أدت بدورها إلى إثارة حفيظة عدد من رجالات تلك البلدان البارزين، الذين رأوا أن ما كتب، بخس جزءا من تاريخ أسرهم أو طوائفهم، إضافة إلى وجود معلومات أخرى لم تدون وكان من الضروري في نظرهم ذكرها. فنتج عن ذلك ظهور كتب مطابقة للكتب الأولى من حيث ترتيب فصول الكتاب مع وجود بعض التصحيحات أو التعليقات التي كانت ترضي القناعات الشخصية أو الطائفية، ومن أشهر هذه المؤلفات كتاب ناصر الخيري، علي التاجر، راشد بن فاضل البنعلي في البحرين، سيف مرزوق الشملان، القناعي في الكويت، ومحمد بن أحمد آل ثاني في قطر، مع اعتقادي بأن رأي الشيخ محمد آل ثاني بخصوص الهولة والذي جاء في تمهيد كتابنا هذا، كان ربما من الأسباب التي قادت إلى خروج كتاب محمد شريف الشيباني ''تاريخ القبائل العربية في السواحل الفارسية'' كرد فعل على رأي ابن ثاني أو على مؤلفات الآخرين المعاصرة كافة، التي شككت في عروبة تلك القبائل ''الهولة''.

المرحلة الثانية
وأما المرحلة الثانية من مراحل كتابة تاريخ الخليج الحديث والمعاصر، فهي المرحلة التي واكبت فترة الثروة النفطية، ففي هذه المرحلة تحولت كتب المرحلة الأولى إلى مراجع ومصادر اعتمد عليها أي اعتماد، خصوصا في كتاب التاريخ بدءاً من مؤرخي الدول العربية المصريين واللبنانيين وانتهاء بالسوريين، المتخصصين في مجال كتابة التاريخ، وكان هؤلاء الأدباء مكلفين من قبل الحكومات بمهمة إعادة ما كتب في المرحلة الأولى ولكن بشكل يتماشى مع روح العصر والطبيعة الاجتماعية الجديدة، من حيث انتشار التعليم في المنطقة بشكل واسع.
كانت النتائج ظهور كتب جديدة ذات منهج علمي واضح، تركز على الأمور السياسية بين تلك الدول، فكانت مادة تصلح للإعلام الخارجي مع دول الجوار، فكان هؤلاء المؤرخون كما وضحنا يعتمدون اعتمادا كبيرا على ما كتب في الفترة السابقة كمصادر ينطلقون منها! مما تسبب في تأصيل الكثير من الأخطاء التي وقع بها الرواد الأوائل، مما أدى إلى تأصيل هذه المعلومات أكثر وأكثر لدى الشريحة الأكبر من عامة المجتمع الخليجي، فتأصلت بذلك مع مرور الوقت هذه المعلومات وأصبحت قناعات، من المحظور جداً المساس بها، وبالتالي كانت هذه القناعات الفردية تؤثر على الأدباء العرب المكلفين في كتابة التاريخ الخليجي المعاصر، مما يجعلهم أكثر تحفظا في المساس بالخطوط الحمراء.. تصحيحاً أو تحقيقاً.

المرحلة الثالثة
في هذه المرحلة أصبح التاريخ الخليجي يحظى باهتمام كبير، نتيجة أسباب عدة منها ازدهار الأوضاع الاقتصادية والسياسية للمنطقة، كذلك ظهور أطماع في المنطقة هنا وهناك، كمطالبة إيران بأحقيتها في البحرين أو مطالبة العراق بأحقيتها بالكويت، هذا إضافة إلى اتساع مستوى الثقافة وعدد المثقفين. كل هذه الأسباب مجتمعة أدت إلى إنشاء الكثير من المراكز المعنية بالبحث عن الوثائق التاريخية التي توضح تاريخ المنطقة، وبالتالي انتشرت الوثائق والمصادر، وقاد انتشار هذه الوثائق إلى اتساع المعرفة وظهور الكثير من الحقائق الجديدة التي تفرض علينا واجب تصحيح ما كتب في الفترة الأولى والثانية، وهذا يتطلب بذل جهد كبير في إعادة كتابة التاريخ بالكامل. أضف إلى ذلك أن ظهور تقنية الإنترنت سهلت كثيراً في عملية الاتصال بين أفراد المجتمع فاتحة بذلك الكثير من الأبواب المغلقة في السابق، فتسربت الآلاف من وثائق الأرشيف البريطاني والعثماني، مضافاً إليها مئات الوثائق الشخصية التي تمتلكها الأسر الخليجية، وبالتالي أصبح نشر الوثائق على الشبكة أمراً عادياً خصوصاً في مواقع القبائل والأسر، فتكشفت لنا بذلك حقائق ما كان لنا أن نعرفها لولا هذه التقنية الحديثة.

هوامش:

1- الأنصاري، أحمد نور بن محمد، مخطوطة النصرة في أخبار البصرة، تحقيق الدكتور يوسف عز الدين.

الهولة «الحلقة الثانية والعشرون»
الوقت - جلال الأنصاري- قسم الدراسات والتطوير:
لازال المؤرخ الخليجي يعاني، ويواجه الكثير من العوائق، والتي من أهمها مقاومة تغير الأفكار أو المعتقدات المتأصلة في أجيال عمرها قرابة 80 سنة. وإثباتا لتلك الحاجة الماسة لتجاوز هذه المعوقات وإعادة تحقيق ومراجعة الموروث التاريخي قمنا باختيار كتاب التحفة النبهانية كأنموذج من مصادر ''المرحلة الأولى'' والذي يحوي عددا من الأخطاء بخصوص تاريخ عرب الهولة وعرب العتوب والخليج عموما.
يعتبر كتاب التحفة النبهانية في تاريخ الجزيرة العربية، تأليف الشيخ محمد بن الشيخ خليفة بن حمد بن موسى النبهاني، باكورة الأعمال التاريخية التي تصدت لكتابة تاريخ دولة البحرين في عصرها الحديث والمعاصر، فهذا الكتاب شرع المؤلف في تأليفه تلبية لطلب قدمه له عدد من وجهاء وشيوخ أسرة آل خليفة، حكام البحرين، وبالفعل استجاب المؤلف لذلك الطلب، وانهمك في البحث والتأليف إلى أن فرغ من تبييض مسودته الأولى في 12 ربيع الأول العام 1332هـ، وأسماه '' النبذة اللطيفة في الحكام من آل خليفة''، ثم توسع في مادة الكتاب فأضاف إليه جزءًا من أخبار الجزيرة العربية وأبدل اسمه بعد ذلك إلى ''التحفة النبهانية في تاريخ الجزيرة العربية'' (1).
ومع أن هذا الكتاب كتب قبل قرابة 100 عام تقريبا، وفي فترة امتازت بشح المصادر التاريخية التي تطرقت إلى الحديث عن تاريخ منطقة حوض الخليج العربي، إلا أنه من الواضح جدًّا أن المؤلف بذل جهداً واضحاً في جمع مادة الكتاب عن طريق تقصي الحقائق والروايات، ومطالعة الوثائق، وبالتالي استطاع، وبامتياز، كتابة تاريخ البحرين بشكل يعجز الإنسان ألا أن يقف أمامه وقفة شكر وإجلال، واحترام إلى هذا الشيخ المؤرخ الفذ.
أشار المؤلف في مقدمة الكتاب إلى منهجه في كتابة هذا التاريخ فذكر بأنه قسم تاريخ البحرين إلى فترة قديمة وأخرى حديثة، معتمدا في كتابة ''الفترة القديمة'' على جمع ونشر مجمل أحداث تاريخ الجزيرة القديم نقلا عن أمهات كتب التاريخ الشهيرة كمعجم البلدان لياقوت الحموي، وتاريخ ابن خلدون وغيرهما، في حين اعتمد المؤلف في كتابة تاريخ ''الفترة الحديثة'' على ثلاثة مصادر رئيسية ذكرها المؤلف في مقدمة كتابة وهي كالتالي:
1- الأوراق والدفاتر (الوثائق) الموجودة في سجلات دار الإمارة المخزونة في دار الأسفار.
2- الروايات الصحيحة نقلا عن الثقات.
3- المقابلات، (وقد خص المؤلف بذلك، الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة ''شيخ أدباء البحرين'' والشيخ عبدالله بن سعد بن شملان).
أهمية الكتاب
نظرا لكون هذا الكتاب هو الكتاب الأول الذي كتب وطبع ونشر في دولة البحرين، في فترة كانت الأمية منتشرة، ومع شح وسائل الإعلام استطاع هذا الكتاب أن يحقق انتشارا واسعا، ويكتسب شهرة بين شريحة المثقفين، وبالتالي بين شريحة غير المثقفين ''العامة'' فانتشرت أفكار ومحتويات الكتاب وتناقلها الناس جيلا بعد جيل حتى أصبحت كل محتويات هذا الكتاب من الأمور المسلم بها، كما اعتاد، أيضا، أساتذة الجامعات الخليجيون والعرب على اعتماده مصدراً أساسيّاً، ومع كل هذه الأهمية التي حظي بها هذا المصنف إلا أني لم أقف حتى هذا التاريخ على تحقيق واحد ينقي الكتاب من بعض الأخطاء التي تشوبه؛ لذا فقد ارتأيت أن استدرك بعض تلك الأخطاء بعرضها أولا ثم مقابلتها بالأخبار الصحيحة، واستدراك ما فات المؤلف استدراكه وتصحيحه.
الخطأ الأول
منهجية الاقتباس من كتاب سبايك العسجد (2)
من الواضح والجلي جدًّا وفي مواضع عدة من كتاب التحفة النبهانية اعتماد المؤلف على مخطوطة سبايك العسجد في أخبار أحمد نجل رزق الأسعد تأليف الشيخ عثمان بن سند البصري كمصدر لاستقراء واستنطاق وتتبع الفترات المظلمة من تاريخ منطقة الخليج العربي ذات الصلة بتاريخ عرب العتوب، وذلك بدءاً باستيطانهم بلدة الكويت وأخبار هجرتهم إلى الزبارة شمال قطر، وانتهاء باستقرارهم النهائي في جزيرة البحرين، ومن بين هذه الأحداث التي أشار إليها المؤلف مستنداً فيها على كتاب ''سبائك العسجد''، ذكر آلية انتقال العتوب من بلدة الزبارة إلى البحرين، وتأسيس بلدة جو.
فمن المعلوم لدينا بأن استيطان عرب العتوب (بني عتبه) لجزيرة البحرين كان في العام 1197هـ، ونستطيع أن نسمي هذه الفترة بالفترة المظلمة، تاريخيا، نظراً لشح المصادر التاريخية التي يمكن، من خلالها، استنطاق الأحداث التاريخية بشكل واضح ومفصل، لذا فإن عثور المؤلف على مخطوطة سبايك العسجد كان له في تلك الفترة بمثابة طوق النجاة، والمخرج لإيجاد إجابات مقنعة للكثير من الاستفسارات التي كانت تدور في فكر ومخيلة النبهاني عن أخبار العتوب في تلك الفترة من تاريخ استيطانهم لجزيرة البحرين، وهذا بحد ذاته إنجاز كبير يحسب للشيخ النبهاني.
ولكن الذي يؤخذ على المؤلف طريقة التعامل مع نصوص مخطوطة سبائك العسجد بحيث صورها للقراء في كتابه وكأنها - أي المخطوطة - تتحدث عن أسرة آل خليفة حكام البحرين، في حين أن المخطوطة كانت تتحدث عن أخبار تاجر اللؤلؤ أحمد بن رزق مؤسس بلدة الزبارة الذي عاصر الفترة الزمنية نفس التي سكن فيها العتوب بلدة الزبارة إضافة إلى وجود إشارات أخرى تبين وجود صداقة بين والد الشيخ أحمد بن رزق الخالدي وأحد أشهر وجهاء العتوب، وهو الشيخ خليفة بن محمد العتبي(3)، والذي يعتقد بأنه الجد المؤسس لأسرة آل خليفة، حكام دولة البحرين حاليا، فإنه وبمجرد إجراء مقارنة بسيطة بين ما جاء في كتاب النبهاني مع ما سطر في مخطوطة ''سبايك العسجد'' سنجد أن الشيخ محمد خليفة النبهاني كان يقرأ جيدا، ويفهم ما جاء في هذا الكتاب المخطوط، ثم يعيد صياغة الأحداث متبعا منهجاً واحداً واضحاً، ألا وهو إقصاء (ابن رزق) بعيدا عن سياق الحدث التاريخي، وإيهام القارئ بأن أحمد بن رزق عاش في فترة بعيدة عن الفترة التي عاش بها خليفة بن محمد العتبي، لذا نجد أن النبهاني كان يستخدم عبارة ''عاش في القرن الثاني عشر الهجري'' عند حديثه عن الشيخ أحمد بن رزق، وكان ذلك واضحا في مواضع عدة، في حين أنه كان يستخدم عبارة ''عاش عام 1212هجرية''، مثلا، عند حديثه عن خليفة العتبي، متجاهلا أن أصل المخطوطة كانت تشير صراحة إلى السنوات بذكرها تحديدا حيث إن المؤلف عثمان بن سند كان معاصرا، وملازما، وينقل الأخبار رأسا عن الشيخ أحمد بن رزق. وعليه فإن هذا الحال والنهج الذي اتبعه النبهاني كان أشبه ما يكون بمحاولة دفع أحمد بن رزق عن أحداث التاريخ ومحاولة الزج به بعيدا هناك، في فترة مبهمة لا يعرف بالتحديد متى بدأت، ومتى انتهت؛ فقد ذكر لنا النبهاني في كتابه المشار إليه في الصفحة رقم (51)، وصف ''قرية جو'' إحدى قرى جزيرة البحرين، فيقول عنها التالي:
''قرية (جو) وهي على مسافة نصف ساعة للراكب من الرفاع جهة الشرق الجنوبي وهي مطلة على البحر، وأول من نزلها من العرب الشيخ أحمد بن رزق الشهير في القرن (12) هـ، عمَّرها، وبنى بها المساجد، وبركا عظاما لخزن الماء في غاية القوة والإحكام، وقال صاحب (سبائك العسجد) سكن الشيخ أحمد بن رزق بلدة جو، وبنى بها قصورا شامخة إلى الجو.. ثم ظعن عنها ونزل الزبارة، وبعد ظعنه بقيت بلدة جو خالية من العرب إلى أن استولى الخليفيون على البحرين سنة 1197هـ كما سيأتي. ثم لما احتل سعود بن عبدالعزير أمير نجد (الإحساء والقطيف) سنة 1212هـ جعل يتحفز على أخذ الزبارة فظعن الشيخ أحمد بن رزق منها إلى البصرة في تلك السنة. ونقل الشيخ سلمان بن أحمد آل خليفة الفاتح عائلته جميعها من الزبارة وأسكنهم بلدة جو''.
في هذا المقطع خلط كبير وقع به النبهاني بقصد أو بغير قصد، وخصوصا عندما نقل معلومات مشوشة نقلا عن كتاب (سبائك العسجد)، فقد ذكر بأن أحمد بن رزق نزل قرية ''جو'' من أعمال البحرين، وهذا ذكره مؤلف (سبائك العسجد)، ولكن لم يرد في كتاب (سبائك العسجد) بأن أحمد بن رزق ظعن عن قرية (جو) إلى الزبارة كما ذكر النبهاني، إنما أورد صاحب كتاب (سبائك العسجد) تفاصيل الأحداث التي أدت إلى خراب بلدة الزبارة، وهجرة أهلها إلى بلدة جو بأمر الشيخ أحمد بن رزق الخالدي الذي ساند الوزير العثماني قبل العام 1212هـ في حملة ضد أمير الوهابية (عبدالعزيز بن سعود) أمير نجد، ونتيجة انهزام الحملة العثمانية ضد ابن سعود خاف أحمد بن رزق من تعرض بلدة الزبارة لهجوم الوهابيين فأمر أهل الزبارة بالهجرة إلى جزيرة البحرين، وفيما يلي نص الخبر نقلا عن كتاب (سبائك العسجد):
''هذا وعندما قفل الوزير عن المحاصرة - (أي محاصرة ابن سعود أمير نجد) - لقلة الزاد وضعف المناصرة، وبلغ خبره الزبارة، وكانت لأحمد ترجع الاستشارة، أمر أهلها بالارتحال إلى جزيرة أوال حذرا من استيلاء العدو عليها، وبلوغ الشر إليها، فنزل موضعا موسوما ''بجو'' وبنى فيه منازل شاهقات إلى الجو، وعمر منها الأراضي، بالطاعات والمراضي، وأقام فيها، وهو قطب رحاها، وبدر سمائها وقلب حشاها، يختال في برود الكرامة، وينهي عن الاعوجاج، ويأمر بالاستقامة.. إلى أن قال: وحين أتم عمارتها (أي قرية جو)، وقصد الخاص والعام زيارتها، ورحل إليها القاصي والداني.. نزغ بين حكامها الشيطان، وبين سلطان عمان فسير إليهم الجنود والمراكب، واستولى على الكاهل والغارب، من دون أن يكون له مطاعن ومضارب، وصير حكامها من جملة الرعايا.. فالتجؤوا، بعد ذلك، إلى ابن سعود؛ فأمدهم بقبائل وجنود، فركبوا عليها بعد انصراف العماني.. وارتحل جناب ملاذنا المترجَم (أي أحمد بن رزق) إلى البصرة كما سيعلم واستولوا على أوال''.
إذن، نلاحظ من العرض السابق نقلا عن (سبائك العسجد) أن النبهاني نسب خبر الهجرة من الزبارة وإعمار بلدة ''جو'' وكامل الأحداث التي رافقت هذا الفترة إلى الشيخ سلمان بن أحمد آل خليفة، متجاهلا ما ذكر في نصوص المصدر بخصوص الشيخ أحمد بن رزق، وتفاصيل الأحداث، من معاصرة الشيخ أحمد بن رزق الخالدي لأحداث غزو الوهابيين لبلدة الزبارة، وعن أخبار الهجرة إلى بلدة جو في جزيرة البحرين ثم إلى البصرة.
الخطأ الثاني
علاقة الشيخ الجبري بالشيخ الهولي
تحدث الشيخ خليفة النبهاني عن رجل من بقايا الجبريين الذين كانوا يحكمون الإحساء، فانقرضت دولتهم من الإحساء سنة (999هـ)، لم يذكر اسمه وإنما اكتفى بنعته بالشيخ الجبري، وأنه تولى حكم البحرين في فترة الشاه عباس الصفوي الثاني، وبيَّن من أوصافه أنه اشتهر بحب النساء؛ فلا تذكر له امرأة ذات حسن وجمال إلا وسعى إليها، ثم شرح الطريقة التي سقط بها حكمه بأنه قتل وزيره، رغبة في الاستحواذ على زوجته، لكن زوجة الوزير فرَّت، بعد مقتل زوجها، إلى جزيرة دارين، وشرعت في التدبير للأخذ بثأره، فأمرت صائغًا بصنع صحن من فضة يحمل في وسطه نخلاً من ذهب، وثمره من الجواهر الفاخرة، وأهدته للشاه عباس الثاني الصفوي شاه إيران بقصد إغرائه بالاستيلاء على البحرين، فأرسل الجنود إلى البحرين، واحتلها، واسقط، بذلك، حكم الشيخ الجبري، وهذا نص ما قال:
''وفي سنة نيف عشر بعد المائة والألف استقل بالبحرين الشيخ الجبري، وهو من بقايا الجبريين الذين كانوا يحكمون الإحساء، فانقرضت دولتهم من الإحساء سنة (999) كما بيناه في تاريخ الإحساء''.. إلى أن قال: ''ويقال أن سبب انقراض دولة الشيخ الجبري من البحرين هو أنه كان مغرما بالنساء لم توصف له امرأة جميلة إلا سعى في طلبها''.
هوامش:

1 . النبهاني، محمد بن خليفة، كتاب التحفة النبهانية في تاريخ الجزيرة العربية، دار إحياء العلوم - بيروت، الطبعة الثانية 1419هـ، صفحة .8
.2 البصري، الشيخ عثمان بن سند، كتاب سبايك العسجد في أخبار أحمد نجل رزق الأسعد، طبع في بمبي بمطبعة البيان سنة 1315هـ، على نفقة الشيخ عبد الله ضياء الدين باش أعيان العباسي.
.3 ذكر النبهاني بن الشيخ خليفة بن محمد العتبي الجد المؤسس لأسرة آل خليفة هاجر من منطقة الأفلاج إلى الكويت وتوفي فيها وهاجر ابنه الشيخ محمد بن خليفة العتبي إلى بلدة الزبارة شمال دولة قطر، لذا فنعتقد بأن خليفة بن محمد العتبي الذي ذكر في كتاب سبائك العسجد هو شخص آخر غير خليفة جد الأسرة الحاكمة في البحرين كون الأول توفي في الكويت في حين أن خليفة هذا توفي في الزبارة.

رد: قراءة معاصرة في تاريخ عرب الهولة

--------------------------------------------------------------------------------

الهولة «الحلقة الثالثة والعشرون»
الوقت- قسم الدراسات والتطوير - جلال الأنصاري:
من خلال استعراض تفاصيل هذا النص، نلاحظ أن النبهاني وقع في أخطاء جسيمة عدة، منها اعتباره سنة (999هـ) نهاية إمارة ''بني جبر''، بينما تذكر مصادر التاريخ أن ''بني جبر'' انتهت إمارتهم في البحرين سنة 928هـ 1521م، بمقتل زعيمهم ''مقرن بن زامل الجبري'' في حملة جرَّدها البرتغاليون على البحرين بقيادة القبطان (أنطونيو كوريا) ,1 ولم يتبق في أيديهم سوى الإحساء، وهذه انتزعها بعدئذٍ، راشد بن مغامس، حاكم البصرة، من آخر أمرائهم غصيب بن زامل، وكان قد استنجد به في نزاع وقع بينه وبين أخوته.2
(النيف) مصطلح في الحساب يقصد به بين الواحد إلى الثلاثة، وهذا يعني أن الفترة التي وضعها لحكم الشيخ الجبري هي بين 1111 - ,1113 هـ، وهذه الفترة بعيدة جدَّا عن فترة الشاه عباس الصفوي الثاني، فهذا كان قد تولى العرش بعد وفاة الشاه صفي سنة 1641م، 1051هـ.3
إن النبهاني - بعد انتهائه من سيرة من سماه (الشيخ الجبري)، وفترة حكمه لجزيرة البحرين عرض سيرة الشيخ ''جبارة الهولي'' وحكمه للجزيرة ''البحرين''، وحقيقة الموضوع أن النبهاني توهم أن الشيخ الجبري هو شخص آخر مختلف عن الشيخ جبارة الهولي حاكم جزيرة البحرين، وهذا ما سنثبته فيما يلي.
ذكر الشيخ النبهاني أربع صفات اتصف بها الشيخ الجبري الذي كثيرا ما تذكره الروايات البحرانية المحلية التي تتناقل قصة الشيخ الجبري الشهيرة، وصفاته بالصورة التالية:
أولا - الانتماء إلى قبيلة بني جبر والنسبة إليها (جبري).
ثانيا - في عرضه فترة حكم الشيخ جبارة الهولي أشار إلى أنها ''في أواخر دولة السلاطين الصفوية''، كذلك ربطها بقيام نادر شاه، ولا شك أن الفترة بين العام 1111 - 1113هـ، هي أقرب إلى نهاية الدولة الصفوية. حيث نهايتها كانت بإقدام نادر شاه على عزل الشاه طهماسب الثاني، وتعيين ولده الطفل الصغير ''عباس الثالث ,''4 ثم ما لبث أن عزله ونصب نفسه على العرش مكانه سنة 1736م، 1148هـ.5
ثالثا - حب الشيخ الجبري الشديد للنساء.
رابعا - ارتباط أسباب سقوط حكم الشيخ الجبري لجزيرة البحرين بقصة امرأة كانت المحرك لقوات الشاه ضد الشيخ الجبري والبحرين.
ومن خلال التمعن والنظر جيدا في هذه الصفات التي ذكرها النبهاني أثناء الحديث عن الشيخ الجبري يتضح لنا بما لا يدعو مجالا للشك بأن الشيخ الجبري هو نفسه الشيخ جبارة الهولي، وذلك لتطابق هذه الصفات المشار إليها مع الصفات المدونة في التقارير الفارسية والأوربية المعاصرة لفترة حكم الشيخ جبارة الهولي لجزيرة البحرين.
الشيخ جبارة الهولي
ورد في وصف الشيخ جبارة التالي:
أولا - اتصال النسب بقبيلة بني جبر (الجبور):
يذكر مؤلف كتاب صهوة الفارس في تاريخ عرب فارس (6) عند حديثة عن قبيلة النصور التي ينتمي إليها الشيخ جبارة الهولي بأن عرب النصوريين هؤلاء فرع من بني خالد سكان الجزيرة العربية، وهم فخذ من الجبور هاجروا من موضع شمال القطيف يسمى ''اليعيمية'' والمقصود هنا بلدة الجعيمة ويستند المؤلف في ذلك القول على رسالة أرسلها الشيخ محمد بن عيسى آل خليفة نجل حاكم البحرين في تلك الفترة إلى الشيخ جبارة النصوري حفيد الشيخ جبارة الهولي حاكم جزيرة البحرين تؤكد خبر انتساب قبيلة النصوريين إلى بني خالد، في حين نجد ما يدعم هذا النسب ورود الإشارة إلى تحالف الشيخ جبارة الهولي مع بني خالد لصد الهجوم الفارسي علي جزيرة البحرين العام 1148هـ في الوثائق الهولندية، وهذا - وبلا أدنى شك - يقوي صحة انتساب الشيخ جبارة الهولي إلى فرع الجبور من بني خالد (7).
ثانيا فترة حكم الشيخ الجبري لجزيرة البحرين:
وأما بخصوص تطابق الفترة الزمنية التي ظهر فيها الشيخ الجبري حسب وصف النبهاني له بأنه ظهر العام 1111 - ,1113 آخر فترة الحكم الصفوي فهذا التاريخ وهذا الوصف يقرب مما جاء في المصادر الهولندية والإنجليزية والتي تذكر بأن الشيخ جبارة الهولي تولى حكم جزيرة البحرين بمعاونة الشاه أشرف قائد القوات الأفغانية وذلك مكافأة له لمعاونة القوات الأفغانية التي اجتاحت إيران العام 1131هـ واحتلال بندر عباس، وجزيرة هرمز، زمن الشاه عباس الثالث أخر سلاطين الدولة الصفوية، والذي عزله نادر شاه في هذه الفترة ونصب نفسه شاه على إيران (Cool.
ثالثا - الشيخ الجبري وتهمة حب النساء:
تذكر المؤرخة البحرينية المعاصرة مي محمد آل خليفة في كتابها ''محمد بن خليفة الأسطورة والتاريخ الموازي في الصفحة (107)، نقلا عن المصادر الفارسية بأن الشيخ جبارة الهولي كان شغوفا بحب النساء الجميلات، وأنه خصص لهذا الغرض عددًا من الجنود مهمتهم الدفاع عن البحرين وجلب النساء الجميلات له للاستمتاع بهن (9).
رابعا - قصة المرأة التي كانت سببا في سقوط حكم الشيخ الجبري:
تذكر الرواية التي دونها النبهاني في كتابه أن الشيخ الجبري رغب في زوجة وزيره ولكن زوجة الوزير تمكنت من الهرب إلى جزيرة دارين وطلبت عون الشاه عباس الصفوي فحرك سفنه إلى جزيرة البحرين فاحتلها. هذه القصة وردت في المصادر الهولندية بشيء من التفصيل والدقة فهذه المرأة في الحقيقة لم تكن زوجة وزير الشيخ جبارة الهولي أو الجبري وإنما كانت زوجة حليفه الشيخ راشد المرزوقي حاكم جزيرة قشم والذي توفي العام 1147هـ في فترة نهاية الدولة الصفوية زمن الشاه عباس الصغير الذي عزله نادر شاه، فقد ورد بهذا الخصوص بأن قائد قوات أسطول نادر شاه رغب في مصادرة تركة أرملة الشيخ راشد حاكم بندر باسيدو التابع لجزيرة قشم وفرت زوجته إلى رأس الخيمة، وليس دارين وعندما علم الشيخ جبارة الهولي بذلك تقدم وطلب الزواج من هذه الأرملة مما تسبب في ثورة ضد سفن نادر شاه بالقرب من جزيرة قشم فتطورت الأحداث إلى إرسال سفن إلى جزيرة البحرين واحتلالها وإسقاط الشيخ جبارة (10).
إذن، ومن خلال العرض السابق، وبمطابقة الوصف الوارد في كتاب النبهاني للشيخ الجبري بما ورد في مختلف المصادر سواء الأوربية أو الفارسية بخصوص الشيخ جبارة الهولي نستطيع التحقق والاطمئنان إلى القول بأن الشيخ الجبري هو الشيخ جبارة الهولي. لذا فإن هذه النقطة الثانية التي يجب الالتفات إليها وتصحيحها في كتاب التحفة النبهانية.
الخطأ الثالث
(خبر غزو العمانيين للبحرين العام 1151هـ)
تحدث الشيخ النبهاني في ''تحفته'' عن أخبار الشيخ جبارة الهولي حاكم جزيرة البحرين، وشرح لنا تفاصيل الطريقة التي سقط بها حكمه زمن نادر شاه أفشار وكيف سيطر الفرس العجم على جزيرة البحرين، ثم نجد المؤلف (النبهاني) ينتقل رأساً إلى ذكر أخبار استيلاء سلطان عمان سيف بن سلطان اليعربي على جزيرة البحرين، وذلك بعد أن استطاع إيقاع الهزيمة بقوات نادر شاه بعد سنتين فقط من سقوط حكم الشيخ جبارة، وكيف استطاع الإمام العماني من إتمام عملية تحرير جزيرة البحرين من سيطرة الفرس بنجاح العام 1152هـ، وهذا الخطأ، وهذا الأسلوب في الطرح من شأنه إيقاع القارئ في ظلمة الوهم بجعله يتصور أن الإمام العماني قام بعمل انتقامي ضد الفرس نتيجة إسقاط الفرس لحكم الشيخ جبارة، في حين أن خطأ النبهاني هذا، وأسلوبه قاد الشيخ محمد علي التاجر المؤرخ البحراني المعروف إلى تصورات خاطئة أعمق بحيث أنه نقل هذا الخبر عن الشيخ النبهاني، ونشره في كتابه ''عقد اللآل في تاريخ أوال'' وزاد عليه تعليقات منها ذكر الاعتداء والمجازر التي ارتكبها الخوارج العمانيون في حق شيعة البحرين، في حين أن شيئا من ذلك لم يحدث أصلا كما سنبينه في وقته.
يقول الشيخ النبهاني في الصفحة (78) تفاصيل الأخبار عن مهاجمة الإمام سيف بن سلطان حاكم عمان لجزيرة البحرين والاستيلاء عليها العام 1151هـ، وفيما يلي نص الخبر نقلا عن النبهاني:
''وفي السنة الثانية جاء (سيف بن سلطان حاكم مسقط) إلى البحرين وهاجمها وقتل فيها قتلا عاما واستولى عليها سنة 1151هـ. ثم في السنة الثانية وهي سنة (1152هـ) صدر أمر نادر شاه إلى عامليه محمد تقي خان وكلب علي خان بأن يوجها همتهما إلى قتل حاكم مسقط بأي وجه كان...'' انتهى كلامه.
وهذا الخبر غير صحيح فقد كانت دولة اليعاربة العمانية في هذه الفترة التي حددها النبهاني بالعام (1151 - 1153هـ) تعيش حالة من الوهن والضعف نتيجة وفاة الإمام سلطان بن سيف الذي تنازع أبناؤه من بعده على السلطة، مما أدى إلى تدخل نادر شاه في شؤون عمان الداخلية كما وأنه استطاع أيضا احتلال أجزاء كبيرة من الأراضي العمانية بحجة مناصرة الإمام سيف بن سلطان ضد ''أبو العرب''، وعليه فإنه لم يرد أو يثبت في أي مصدر معتبر صحة خبر استيلاء العمانيين على البحرين في الفترة (1151 - 1153هـ)، التي ذكرها الشيخ النبهاني في كتابه، وإنما جاء في الأخبار المعتبرة، والصحيحة أن نادر شاه استطاع انتزاع جزيرة البحرين من يد الشيخ جبارة الهولي العام 1149هـ، وبقيت البحرين تحت سيطرته إلى أن قتل العام 1159هـ، فحدثت بعد مقتله اضطرابات واسعة في المملكة الفارسية، مما أدى إلى حدوث ثورة عربية في البحرين قادت إلى استيلاء قبيلة الحرم فرع من تحالف قبائل الهولة على جزيرة البحرين، وبالتالي تم تنصيب الشيخ محمد بن ماجد الحرمي حاكما على الجزيرة، وبذلك يكون كل ما أورده النبهاني بخصوص استيلاء إمام عمان على جزيرة البحرين، وقصة طرد القوات الفارسية العام 1153هـ خلط للأحداث التي حدثت زمن الإمام العماني سلطان بن سيف الذي استولى على جزيرة البحرين قرابة العام 1127هـ بعد طرد البرتغاليين من منطقة الخليج، واستيلاء الدولة الصفوية على جزيرة البحرين، وهذه الحادثة كانت زمن الدولة الصفوية، ولم تكن زمن دولة أفشار، وتفاصيل هذه الأحداث مثبتة وموثقة بشكل جيد في جل مصادر التاريخ العماني التي تذكر أن العمانيين استولوا على جزيرة البحرين قرابة العام 1127هـ زمن الإمام سلطان بن سيف اليعربي الذي توفي في 5 جمادي الآخر سنة 1131هـ، كما توجد تفاصيل الأحداث التي كانت بعد وفاة الإمام الذي ورثه في العرش ولدان أحدهما اسمه سيف، وكان يافعا صغيرا، وأما الآخر فاسمه مهنا، وكان بالغا رشيدا، فانقسم الناس في أمر الخلافة، ونتج عن هذا الاختلاف فتنة عظيمة كانت السبب في سقوط دولة اليعاربة، وقيام دولة آل بوسعيد، وسيف بن سلطان الذي ذكره النبهاني كان في الأصل حليفا لنادر شاه العام 1151هـ، ولم يرد في أي من مصادر التاريخ بأنه استولى على جزيرة البحرين (11).
هوامش:

1 صفحات من تاريخ النفوذ البرتغالي في البحرين، مجلة الوثيقة، مركز الوثائق التاريخية بدولة البحرين، العدد الأول، السنة الأولى، رمضان، 1402هـ، يوليو 1982م، ص: 134 وما بعدها.
2 تحفة المستفيد، في تاريخ الأحساء القديم والجديد، محمد عبد القادر الأنصاري، مكتبة المعارف، الرياض، ومكتبة الأحساء، الأحساء، ط 1402 ,2هـ، ص: ,121 والنفوذ البرتغالي في الخليج العربي، نوال حمزة الصيرفي، إصدار دارة الملك عبد العزيز، الرياض، 1403هـ، ص: ,13 والخليج العربي في العصور الإسلامية، محمد رشيد العقيلي، دار الفكر اللبناني، بيروت، ط 1408 ,2هـ ص: .203 وانظر، أيضًا، (شيء عن الوثائق)، عدنان السيد محمد العوامي، مجلة الواحة، بيروت، ع ,2 ربيع الثاني، 1416هـ، سبتمبر ,1995 ص: 18 - .22
3 الخليج العربي، السير أرنولد ت ويلسون، ترجمة عبد القادري يوسف، نشر مكتبة الأمل، ومؤسسة فهد المرزوق الصحفية، الكويت، بدون تاريخ، ص: .280
4 أحداث ووقائع ومشايخ بستك وخنج ولنجه ولار، محمد أعظم بني عباسيان بستكي، ترجمة وتعليق: د. محمد وصفي أبو مغلي، إعداد: إبراهيم بشمي، إصدارات مؤسسة الأيام للصحافة والطباعة والنشر، 1993م، المنامة، البحرين، ص: .47
5 الخليج العربي، السير أرنولد ت ويلسون، مرجع سبق ذكره، ص: .292
6 - صديق، عبد الرزاق محمد، صهوة الفارس في تاريخ عرب فارس، إصدارات مطبعة المعارف الشارقة، الطبعة الثالثة عام 1998م.
7 . ب. ج. سلوت، نشأة الكويت، إصدارات مركز البحوث والدراسات الكويتية، الطبعة الأولى بالعربية عام 2003م، صفحة (118).
8 . ب. ج. سلوت، عرب الخليج في ضوء مصادر شركة الهند الشرقية الهولندية، ترجمة عايدة خوري، الطبعة الأولى 1993م،إصدارات المجمع الثقافي، أبوظبي، صفحة (266).
9 . نقلا عن كتاب ''حياة وإنجازات نادر شاه الأفشاري'' للمؤلف الفارسي الدكتور. محمد حسين ميمندي نثرد (مترجم إلى العربية)، أنظر المرجع التالي: آل خليفة، مي محمد، محمد بن خليفة الأسطورة والتاريخ الموازي، إصدارات دار الجديد، بيروت لبنان، الطبعة الأولى 1996م.
10 . ب. ج. سلوت، عرب الخليج في ضوء مصادر شركة الهند الشرقية الهولندية، ترجمة عايدة خوري، الطبعة الأولى 1993م، إصدارات المجمع الثقافي، أبوظبي، صفحة (304 ,278 ,277).
11 السيابي، سالم بن حمود، عمان عبر التاريخ، إصدارات وزارة التراث القومي والثقافة، سلطنة عمان، الطبعة الرابعة. عام 2001م، الجزء الرابع صفحة (21 و97).

سطـــوة النــــــــص وأثـــــــــر التكــــــــرار
الهــولـة الحلقة الرابعة والعشرين
تاريخ الخليج في روايات القرن الماضي

قسم الدراسات والتطوير - جلال الأنصاري:
هذا باختصار ما تيسر لنا ملاحظته واستدراكه في كتاب التحفة النبهانية في تاريخ الجزيرة العربية للمؤلف العلامة الشيخ خليفة بن حمد بن موسى النبهاني الطائي، لذا فالمرجو الصفح على التقصير والتجاوز عن الخطأ، راجياً من الله أن ينتبه الإخوة القراء إلى ما تم استدراكه من أخطاء الشيخ النبهاني حتى يتسنى للإخوة الباحثين الاستفادة القصوى من الكتاب، وعدم الوقوع في ما غُم على الشيخ النبهاني من أحداث تاريخية فتسبب في وقوعه في الأخطاء.
تواصل هذه الحلقة تفحص روايات النبهاني وغيرها من الروايات الشائعة التي انطبعت في الذاكرة الشعبية بعد أن جرى به القبول في كراسات تاريخ، ومدونات تصدت لسرد مجريات أحداث الخليج منذ قدوم البرتغاليين.

الخطأ الرابع
(نادر شاه يُنصب شيخ بوشهر حاكماً على جزيرة البحرين)
من الواضح أن الشيخ محمد بن خليفة النبهاني وقع في الكثير من الأخطاء التاريخية عند حديثه عن تاريخ البحرين في فترة حكم نادر شاه لها، ومن جملة هذه الأخطاء نجده يذكر في صفحة (78) أن نادر شاه، بعد أن ظفر بسيف بن سلطان وقتله غيلة، تمكن من الاستيلاء على البحرين، وعين عليها من قبله آل مذكور، وهذا الخبر أيضا غير صحيح، وقد أورده النبهاني نصا كما يلي:
''ولما استتب الأمر لنادر شاه على البحرين جعل عليها من قِبَله الشيخ غيثا وأخاه ناصر آل مذكور.. وبقي الحكم في البحرين لغيث وناصر. إلى أن توفيا، فقام من بعدهما أخوهما الشيخ نصر آل مذكور. ثم استبد بالحكم وصارت البحرين في زمنه خاضعة لمملكة فارس اسما فقط إلى أواخر دولة (الزنديين) وأول دولة ''القاجاريين''.. ثم في سنة 1197هـ حصل اختلاف بين أهل الزبارة وسكان جزيرة البحرين، فاضطر الشيخ نصر آل مذكور لأن يزحف بجيشه على الزبارة'' انتهى كلامه.
وهذا الخبر الذي أورده النبهاني غير صحيح حيث إن نادر شاه عزل الشيخ جبارة الهولي، وعين على جزيرة البحرين محمد علي بك (1) الذي تم تعينه بأمر من نادر شاه أفشار، ولكنه لم يتمكن من الوصول إلى الجزيرة بسهولة نتيجة حصار عرب الهولة وبني خالد للقلعة، والذي ربما أنه استمر في حكم الجزيرة إلى أن عزل مباشرة بعد مقتل نادر شاه العام 1159هـ.
حيث إن المصادر الهولندية تذكر أن قبيلة الحرم حكمت الجزيرة مباشرة بعد مقتل نادر شاه، في حين لا توجد إشارة إلى أن جزيرة البحرين كانت تحت حكم الشيخ ناصر آل مذكور وأخيه غيث في هذه الفترة، ولكنه، ومن الثابت تمكن الشيخ ناصر المذكور من حكم الجزيرة العام 1162هـ في زمن حكم كريم خان زند أول حكام الدولة الزندية في فارس حيث استطاع الشيخ ناصر آل مذكور مهاجمة البحرين بمساعدة حاكم بندر رق (ريق) الشيخ ناصر بن حمد الزعابي واستولوا على الجزيرة لبضع سنوات ثم انفرد مير ناصر الزعابي بحكم الجزيرة لفترة قصيرة قبل أن تضطره الظروف السياسية إلى الانسحاب من البحرين نتيجة تعرض بندر ريق إلى هجوم من قبل حاكم بندر جنابة الشيخ كايد بن حيدر، وبذلك استطاع شيوخ قبيلة آل حرم والنصور من استعادة السيطرة على جزيرة البحرين إلى أن انتزعها منهم ناصر المذكور حاكم بوشهر بمساعدة عرب العتوب العام 1166هـ.2

الخطأ الخامس
(قصة الشيخ خليفة بن محمد العتبي)
تحدث الشيخ محمد بن خليفة النبهاني في ''تحفته''، في الصفحة (82) بأن الشيخ خليفة العتبي، الجد المؤسس لأسرة آل خليفة حكام البحرين، كان يسكن، هو وقومه، بلدة ''الهدار'' في منطقة الأفلاج وسط الجزيرة العربية، فقرر مبارحة نجد فظعن منها مع قومه، ونزل الكويت في القرن الـ (12) هـ، وأقام في الكويت إلى أن توفي.
وبمقارنة هذا الخبر بما جاء في كتاب (سبائك العسجد) الذي اعتمده النبهاني مصدراً لمعلوماته؛ نجد أن عثمان بن سند يذكر أمراً آخر عكس ذلك تماماً، فيقول في الصفحة رقم (19) الأخبار التالية:
بعد أن أعمل الرأي (المقصود الشيخ رزق) في أن يتخذ منزلا ويصطفيه أم يتركه ولا يأتيه، ووافقه على تدبيره في اختيار ذلك المنتجع وتعميره ''خليفة بن محمد، أشرف بني عتبة'' الحائز من رتب الفضل ارفع رتبة، فتعاضدا بعد الاستخارة، وتسديد سهام الاستشارة، على تعميره وتسميته ''بالزبارة'' فعمراه، وأحكما منه العمارة.. إلى آخر ما قال.
ومن خلال مراجعة كامل النص نقلا عن (سبائك العسجد) في الصفحات (18-19) سنجد أن خليفة بن محمد العتبي، المشار إليه هنا، كان يسكن الكويت أصلا ثم هاجر مع الشيخ رزق الخالدي إلى شمال قطر وأسسا هناك بلدة، أطلق عليها اسم الزبارة، ولا نعلم على ما استند النبهاني في قوله بأن الشيخ خليفة، تحديداً، هو من هاجر من الهدار في منطقة الأفلاج، مع قومه إلى الكويت وتوفي فيها، حيث إن وصول بني عتبة إلى الكويت كان في العام 1113هـ تحديدا. ثم نجد أن النبهاني، وفي الصفحة نفسها (82) يورد النص التالي:
''فتقلد الأمر من بعده ابنه الشيخ محمد بن خليفة، فحصل له جور وتعديات أمراء (المحمرة) بني كعب الشيعة.. فزهد سكنى الكويت، وهاجر إلى الزبارة من برِّ قطر. والزبارة اسم موضع على الساحل تجاه جزيرة البحرين من جهة الجنوب.. وأول من نزل (الزبارة) وعمرها أحمد بن رزق، ورغَّب الناس في سكناها بكرمه وبذل جوده''. فيلاحظ من النص السابق الذي نقلناه عن الشيخ النبهاني أنه، وبهذا السبك يحاول تجاهل ما جاء في كتاب (سبائك العسجد) من أن الشيخ خليفة بن محمد العتبي هاجر من الكويت إلى الزبارة، وتوفي فيها، وذلك ربما سعيا في محاولة إيهام القارئ بأن الفترة التي سكن فيها أحمد بن رزق لبلدة الزبارة هي فترة أقدم من الفترة التي يتحدث عنها هو.
ومن خلال العرض السابق نلاحظ اعتماد النبهاني في نقل هذه الأخبار على كتاب (سبائك العسجد) كمصدر إلا أن اعتماده على هذا المصدر لم يكن موفقاً بعض الشيء، بحيث نجده يحاول، وكالعادة، الفصل بين الفترة التي سكن فيها أحمد بن رزق وخليفة بن محمد العتبي، مما يجعل القارئ يتوهم أن أحمد بن رزق أسس الزبارة في زمن، ثم أتاها محمد بن خليفة، وهذا مخالف لما كتبه (ابن سند في كتابه سبائك العسجد) حيث يذكر أن الذي هاجر من الكويت الشيخ رزق وخليفة بن محمد العتبي، واتفقا على تأسيس الزبارة، وهما من أهل الكويت، وتوفيا في بلدة الزبارة، وبذلك لا يستقيم كلام النبهاني إلا في حالة واحدة فقط وهي أن الشيخ خليفة بن محمد العتبي الذي جاءت الإشارة إليه في كتاب سبائك العسجد هو شخص آخر لا علاقة له بالشيخ خليفة بن محمد العتبي الذي هاجر من الهدار، وتوفي في الكويت، ثم هاجر ابنه محمد نتيجة تعديات بني كعب من الكويت إلى الزبارة.

الخطأ السادس
(قصة سيف الشيخ ناصر آل مذكور)
تحدث الشيخ النبهاني في ''تحفته'' في الصفحة رقم (87)، عن قصة سيف الشيخ نصر بن ناصر آل مذكور الذي غنمه آل بن سلامة، وهم عشيرة من آل بن علي بعد انتصار عرب العتوب على الشيخ نصر آل مذكور، حاكم البحرين وبندر بوشهر في موقعة الزبارة الشهيرة العام 1197هـ، وكيف أن هذا السيف انتقل إلى ورثة الشيخ سلطان بن سلامة شيخ عشيرة آل بن علي الذي مات مقتولاً في منطقة رأس تنورة العام 1313هـ، وكيف أن هذا السيف وصل أخيرا إلى يد الشيخ عبدالله بن جاسم آل ثاني حاكم قطر هديةً من آل بن علي، وهذا كلام غير دقيق، إذ أن هذا ''السيف'' التاريخي منسوب إلى الشيخ ناصر بن طاهر آل مذكور حاكم البحرين وبندر بوشهر وليس نسبة إلى الابن نصر بن ناصر، ثم أن هذا السيف، فعلا، كان ضمن تركة الشيخ سلطان بن سلامة البنعلي شيخ عشيرة آل بن علي في البحرين وقطر، فانتقل إلى الشيخ راشد بن فاضل البنعلي هبةً من الشيخة مريم بنت سيف بن سلطان بن سلامة البنعلي، فبقي في منزل الشيخ راشد بن فاضل البنعلي في جزيرة دارين شرق المملكة العربية السعودية إلى أن أهداه الشيخ راشد بن فاضل البنعلي إلى الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل فيصل آل سعود في الرياض العام 1332هـ، وفي ذلك يقول الشيخ راشد بن فاضل البنعلي:
لما أتى ناصر المذكور في ملأ
يقود جيشا من الأعجام مغرور
إلى الزبارة والعرب الذين بها
من العتوب فولى وهو مكسور
حتى رمى بجميع السلب منهزماً
فصار تذكار هذا ''سيف'' نصور
يهدى إلى ملك أس الفضائل من
قد كان بين ملوك الأرض مشهور
عبدالعزيز حمى الإسلام قاطبة
حقا يقينا وليس الحق منكور
فاقبل هدية من قد حل ساحكم
جهد المقل وقل لي أنت معذور(3)
وعليه فإن هذا السيف التاريخي المنسوب لحاكم البحرين الشيخ ناصر بن نصر آل مذكور (4) انتهى أمره بأن أهدي إلى الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود؛ لذا فإنه من المؤكد أن هذا السيف لايزال محفوظاً ضمن تركة الملك عبدالعزيز وربما أنه نقل حاليا إلى دارة الملك عبدالعزيز بالرياض ضمن مقتنيات الملك.

الخاتمة
هذا باختصار ما تيسر لنا ملاحظته واستدراكه في كتاب التحفة النبهانية في تاريخ الجزيرة العربية للمؤلف العلامة الشيخ خليفة بن حمد بن موسى النبهاني الطائي، لذا فالمرجو الصفح على التقصير والتجاوز عن الخطأ، راجياً من الله أن ينتبه الإخوة القراء إلى ما تم استدراكه من أخطاء الشيخ النبهاني حتى يتسنى للإخوة الباحثين الاستفادة القصوى من الكتاب، وعدم الوقوع في ما غُم على الشيخ النبهاني من أحداث تاريخية فتسبب في وقوعه في الأخطاء.

نسب قبيلة آل حرم
جاء في أحد المصادر الفارسية بأن عرب آل حرم سكان منطقة نابند وعسلوه هاجر أجدادهم من المدينة المنورة قبل 700 سنة من بلدة تسمى (عنزة أو عترة) (5) وربما المقصود (عروة) إلى موضع قرب ''الحرم المكي'' بمكة المكرمة من ثم هاجروا تدريجياً نحو سواحل شرق الجزيرة العربية وصولاً إلى بلدة نابند على الساحل الفارسي قرابة العام 1060هـ (Cool، وقد ورد ذلك متواترا في مصادر مختلفة عدة، فقد ذكرهم شيخ المؤرخين في منطقة الخليج العربي الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم إمارة الشارقة وقال عنهم ''آل حرم حجازيون من أهل الحرم المكي'' (6)، وقال عنهم أيضا الدكتور القاسمي في كتابه الأمير الثائر ''آل حرم حكام البحرين من ساحل فارس حلفاء القواسم''. وفصل في نسبهم الشيخ عبدالقادر باش أعيان في كتابه ''موسوعة تاريخ البصرة'' مترجما سيرة جده لأمه الشيخ أحمد نور بن محمد الأنصاري القحطاني (7) الحرمي فقال التالي:
''أحمد نور أفندي الأنصاري قاضي مدينة البصرة بن المرحوم المغفور له الحافظ الشيخ محمد شريف بن المرحوم الشيخ محمد أمين الأنصاري الحرمي الشافعي صاحب الكرامات الظاهرة والمناقب الباهرة، والأنصار هم من قبائل الأوس والخزرج حينما نصروا رسول الله (ص) في وقعتي أحد وبدر وغيرهما، ولد فضيلة المترجم المومأ إليه سنة 1218 هـ - 1803م في بيت والده في بلدة نابند من أعمال الخليج العربي وقد سكنها أجداده بعد هجرتهم من مكة المشرفة واتخذوها لهم موطنا وبقوا فيها على اشتغالهم في طلب العلم والتجارة..''.
ونلاحظ في المقطع السابق بأن الشيخ عبدالقادر باش أعيان أورد ذكر قبيلة آل حرم ومفردها حرمي وقال بأنهم يسكنون بلدة نابند من أعمال الخليج، وأشار إلى أن أصل تسمية آل حرم أو الحرمي مشتقة من مكان هجرة القبيلة من مكة المكرمة، وأما عن نسب القبيلة فيذكر بأنهم من قبائل الأوس والخزرج الذين نصروا رسول الله، ومن المعروف بأن قبيلتي الأوس والخزرج ينحدرون من نسل القبائل القحطانية ولايزال كل قحطاني يفخر بأن الأنصار من القبائل القحطانية، وقبيلة ''آل حرم'' سكان نابند قبيلة عربية كبيرة ومشهورة في تاريخ الخليج العربي.
يتبع..

هوامش:
1 . سلوت، ب. ج.، عرب الخليج 1602م-1784م، ترجمة عايدة خوري، إصدارات المجمع الثقافي - دولة الإمارات أبوظبي، الطبعة الأولى 1993م، الصفحة .297
2 - انظر كتاب سلطنة هرمز العربية، تأليف الأستاذ إبراهيم خوري والدكتور أحمد جلال التدمري، إصدارات مركز الدراسات والوثائق، دولة الإمارات العربية المتحدة - رأس الخيمة، الطبعة الأولى عام 2000م، المجلد الثاني، ملحق الوثائق، الوثيقة الخامسة - هولندية، وصف سواحل الخليج العربي وسكانه سنة 1756م، وثيقة لاهاي (دن هاغ) وليم م. فلور، ترجمة إبراهيم خوري، صفحة .213
3 . مجموع الفضائل في فن النسب وتاريخ القبائل، راشد بن فاضل البنعلي، تحقيق حسن محمد آل ثاني، الطبعة الأولى 2001م - دار بدر للنشر، الدوحة قطر، صفحة (47).
4 . نود التنويه في هذا الموضع بأن حاكم البحرين الشيخ ناصر آل مذكور لم يشارك ولم يقتل في هذه المعركة وإنما الذي شارك وقتل فيها هو الشيخ محمد بن سعدون آل مذكور والشيخ راشد القاسمي فربما أن هذا السيف منسوب إلى أحد هؤلاء، علما بأن أسرة الخال سعيد بن سيف المعضادي أهل دارين أيضا كان لدى أجدادهم سيف منسوب إلى الشيخ ناصر آل مذكور ويسمونها (قردة العجمي) صاحب الزبارة.
5 . كفتارها وروايت ها يي از سر كذشت آل نصور وآل حرم وترجمة عنوان الكتاب بالعربي (أقوال وروايات في شرح أحوال آل نصور وآل حرم).
6 . القاسمي سلطان محمد، ديفيد سيتون في الخليج 1800-1809م تحقيق الدكتور سلطان القاسمي، الطبعة الأولى عام 1994م، صفحة .35
7 . حفظ لنا أجدادنا وآبائنا اتصال نسبنا إلى عرب الأنصار (الأوس والخزرج) الذين ناصروا رسول الله.


ما بين السندباد البحري والبدوي ابن الصحراء
الهولة «الحلقة الخامسة والعشرون»
الوقت - جلال الأنصاري- قسم الدراسات والتطوير:
لكل منطقة في العالم ظروفها الخاصة، ففي أميركا مثلا استطاعت (هوليوود) القضاء على هوية الهنود الحمر سكان أمريكا الأصليين، في حين لا يزال عرب الأحواز يقاتلون في منطقة الجنوب الإيراني سعيا في الحفاظ على هويتهم العربية، وأعتقد بأن منطقة حوض الخليج العربي هي الأخرى في صراع من أجل الحفاظ على الهوية ولكن بشكل آخر مختلف عن الأمثلة السابقة. في العادة يقاتل الناس من أجل الحفاظ على الهوية، ولكن في منطقة حوض الخليج يقاتل الناس لإبدال تلك الهوية! فقد مرت منطقة حوض الخليج العربي بظروف سياسية صعبة تنازع فيها العرب والفرس، ويمكننا القول إن ذلك الصراع مر بمرحلتين أساسين: المرحلة الأولى اتصفت بروح القوميات فاشتد الصراع حول تسمية الخليج هل هو عربي أم فارسي، وكان ذلك زمن الشاه الأب رضا بهلوي والشاه الابن محمد رضا بهلوي، الذين أطلقوا في الخليج عبارة (بحرين مال مو) ... أي (البحرين لنا)، وخلال هذه الفترة اتصف العرب بالوحدة القومية سنة وشيعة ودروز ونصارى ....الخ. وأما المرحلة الثانية فكانت ذات طابع ديني، وهي الفترة التي تبدأ باعلان الثورة الاسلامية الايرانية أو الثورة الخمينية، ومن أشهر صفات هذه الفترة انقسام الصف العربي إلى سنة وشيعة، ومع ارتفاع وتيرة الحرب الدينية تطورت إلى سني وشيعي ومسلم ونصراني.
وخلال المرحلة الأولى (الصراع القومي) اشتد الصراع الإعلامي بين دول الخليج العربي وإيران، ومن النماذج على حدة الصراع في تلك الفترة ننقل النص التالي عن صحيفة صوت البحرين:
بعثت إيران باحتجاج رسمي إلى باكستان لأنها اعتزمت فتح مكتب تجاري باكستاني لها في البحرين دون أن تحصل على الترخيص اللازم وتقول إيران في احتجاجها بأنها تعتبر البحرين جزءا لا يتجزأ منها(1).
من المعلوم أن فترة منتصف القرن الرابع عشر الهجري شهدت أحداثاً مهمة في منطقة حوض الخليج العربي ومن أهم هذه الأحداث، أعلن الملك عبدالعزيز قيام المملكة العربية السعودية وذلك بعد أن ضم الحجاز وعسير إليها، وفي المقابل أعلن الشاه رضا بهلوي في الفترة ذاتها قيام الامبراطورية الشاهنشاهيه الإيرانية، وذلك بعد إسقاط دولة (قاجار) وضم الامارات العربية في السواحل الايرانية وعلى رأسها الأحواز. في حين أن بقية دول الخليج الأخرى كالكويت والبحرين وقطر، تم إعلان قيامها كدول ذات سيادة ولكن بقيت لفترة تحت الحماية البريطانية حتى العام 1360هـ تقريبا، وفي هذا الفترة أعلنت الكويت الاستقلال وواجهت مشكلة مطالبة العراق بأحقيتها في الكويت، مما أدى إلى تدخل الملك سعود، وحال دون ذلك بإرسال قوة عربية سعودية مصرية سودانية إلى الكويت (2). في حين أن البحرين وباقي امارات الخليج التسع فكروا في اتحاد تساعي يضم الجميع. ولكن وبمجرد تفكير البحرين بالاستقلال ظهرت مطالب إيران في البحرين وأدى ذلك إلى تخوف باقي الإمارات من الوقوع في مشكله مع إيران وخصوصاً وأن إيران تطالب ببعض الجزر التابعة للشارقة ورأس الخيمة. وكنتيجة لهذه الأوضاع هاجمت الصحافة البحرينية رأس الخيمة ودبي، وأشارت البحرين عبر الصحافة إلى أن دبي ذات أغلبية إيرانية وكذلك رأس الخيمة، وفي -اعتقادي- بأن هذه الأسباب مجتمعه كانت بداية إعلان الكراهية للجاليات الايرانية (بالجملة)، مما نتج عنه لاحقا مشاكل عديدة غفل عنها حكام الامارات الخليجية والإعلاميين وهي تداخل المجتمع العربي في الساحلين العربي والإيراني ممثلا في مئات السنين من التنقل والتصاهر بين هذه القبائل، وانتهى الأمر إلى (فقد ثقة المواطنين) في انفسهم فزادت وتيرة تبادل التهم (انت هولي سمعت ذلك من زمن؟) لا أنت ايراني؟ وهكذا.
عروبة الخليج
وفي هذه الفترة -على ما اعتقد- تطورت لدى المجتمع الخليجي البسيط أمثال يحاربون بها ادعاءات الشاه في البحرين بطريقتهم الخاصة، والتي منها (العجم امهات الكداوة والبصل) وما إلى ذلك من العبارات المعبرة عن كراهية العجم، بطريقة شعبية.
وفي الجانب الآخر ركز الاعلام الخليجي إلى التأكيد على عروبة سكان الخليج بربط انتمائهم إلى أصول القبائل العربية في بطن الجزيرة وان استيطان تلك القبائل للسواحل والجزر الخليجية كان طارئاً، إلى أن انتهى الأمر بزياد وتيرة الصراع العربي الفارسي بتأسيس ''مجلس التعاون الخليجي'' حماية للمصالح العربية الخليجية المشتركة التي تهددها إيران ممثلة بالثورة الإسلامية الإيرانية، وخلال هذه الفترة أفرز لنا الصراع العربي الإيراني إفرازات اجتماعية عديدة، أكثر تعقيداً قسمت المجتمع إلى جماعات وطوائف، وباندماج المرحلتين القومية والدينية لاحقاً ظهرت لنا نماذج عديدة بديلة أسميتها ''بالنماذج القدوة''.
تطور النموذج «القدوة»
أفرزت لنا تلك الفترة من الصراع العربي الفارسي إفرازات هامشية لكنها خطيرة، أثرت سلباً في أفراد المجتمع فتطور عن ذلك، ما نستطيع أن نطلق عليه ظاهرة النموذج (القدوة) وهو بروز جماعة أو طائفة ما في وقت وظروف موائمة، تتيح لتلك الجماعة أو الطائفة أن تعرض وتسوق لمميزاتها وثقافتها، مما يجعل الجماعات الآخرى الفاقدة لهويتها، تنبهر وتنقاد لها وتقلدها. وهذه النماذج (القدوة) متعددة وتجعل الإنسان ومجتمعه يتصورون بأنها تمثل الكمال. ولا شك أن هذه النماذج (القدوة) تحتاج إلى الدعم المالي والاعلامي بأنواعه سواء كان شعرا يردد أصناف المدائح أو من خلال الصحف والوسائل الأخرى الحديثة.
وهذا النموذج (القدوة) يتبدل حاله بمرور الزمن فيهرم ويموت بنهاية الظروف التي أوجدته، في حين تتهيأ الظروف لظهور نموذج (قدوة) آخر جديد يشغل الفراغ. وعادة ما يواكب هذا التغير والتحول والنبذ والتبرؤ من النموذج القدوة (الهرم) والعمل على كتم أنفاسه الأخيرة، وقد يصادف أن نجد عدة نماذج (قدوة) في فتره وزمن واحد في صراع، كل يروج ويغني لكسب المعجبين ومثال تلك النماذج، النموذج (السني والشيعي) في هذه الفترة.
والشاهد من الموضوع بأن منطقه الخليج العربي شهدت أعداداً كبيرة من هذه النماذج القدوة، والنموذج (القدوة) الهرم في فترة هذا البحث هو الشخصية الخليجية ممثلة في (السندباد البحري) الذي لم يترك موضعا أو جزيرة في حوض الخليج العربي إلا وله فيها أثر، وهذا النموذج (القدوة) في شبابه كان يفاخر بأنه نموذج فريد من نوعه هو النموذج الأكثر انفتاحا على شعوب العالم من الهنود والإيرانيين والأوربيين والأفارقة وغيرهم، كان نموذجا متعددا للغات، (تاجر). ولكن وكما ذكرنا بأن النموذج القدوة مقيد بدورة حياة ينتهي بنهايتها، فقد لفظ أنفاسه الاخيرة بظهور النموذج القدوة (العربي ابن الصحراء) الفتى الذي ظهر في وقت القوميات والثورة العربية ضد الأتراك. جاء في ظل هذه الشعارات من بطن الجزيرة العربية كنموذج قدوة جديد مفاخر بنقاء العروبة في لغتها وأصالتها وعدم تأثرها بقوميات أخرى، وهيأت الظروف لولادة هذا النموذج الجديد أثناء الحرب ضد الأتراك في الأحساء والحجاز والأردن وسوريا.
ومع تفجر الذهب الأسود استغنى الناس عن السفر لكسب الرزق، فزادت قوة هذا النموذج، وأصبح النموذج القدوة الهرم (السندباد البحري) يفتقد لهذه المواصفات فهو النموذج الذي خالط مختلف الأعراق والقوميات وأصبح تشوبه بعض صفاتهم، فشاءت الظروف الإجهاز عليه بالتركيز على مثالبه إعلاميا. فانهالت عليه سياط الصحافة والاعلام الخليجي ومن امثلة ذلك النص التالي نقلا عن صحيفة صوت البحرين لعبدالله الزايد:
الجوازات البحرانية. أفضى إلي شاب غيور قدم حديثا من المناطق الشمالية من المملكة العربية السعودية النائية أن بعض الأجانب.. وغيرهم ممن يحملون الجنسية البحرانية يخجلوننا أمام السعوديين، فهم.. لا يحسنون نطق اللغة العربية (3).
هذا الموضوع الساخر الذي نشرته مجلة صوت البحرين العام 1372هـ ولم تشر المجلة إلى اسم كاتب الموضوع، كان عبارة عن غيض من فيض وجزء بسيط من إفرازات الحرب الإعلامية التي دارت في تلك الفترة بين العرب والعجم، وكانت هذه الحرب لها مبرراتها في تلك الفترة ولكنها أثرت على الهوية الخليجية أقصد نموذج (السندباد) الذي أصبح مشبوهاً، وخصوصاً إذا ما تم مراعاة الأجواء السياسية في تلك الفترة التي كانت ترفع لواء ''القوميات'' لحشد الجماهير.
إفرازات اجتماعية وشعارات
ولكن الخطأ يكمن في عدم الالتفات إلى الافرازات الاجتماعية الجانبية والاستمرار في إطلاق تلك الشعارات، التي من المفترض أن تكون وقتية مع الالتفات إلى علاج الأضرار الجانبية لها. فالجماهير البسيطة لا تميز ولا ترى ''الأطر الوقتية'' التي تلازم توجه سياسي معين مرتبط بقضية محددة كقضية ادعاء إيران بأحقيتها بدولة البحرين (بحرين مال مو). فالحقيقة أن الخبر المنشور في مجلة صوت البحرين لا يمثل حقيقة الأمر. أمر غريب على (نموذج السندباد) - أي - المجتمع البحريني ولم تكن وليدة اللحظة ولكن حالة عدم الاتزان السياسي والاجتماعي والثقافي في تلك الفترة وخصوصاً بعد سقوط الحكم العثماني في الجزيرة العربية وقيام الدولة الحديثة الفتية وإعلان ولادة إمارات عربية أخرى شكلت نوعا من فرط التوازن في المنطقة فأصبح أهل البحرين على احتكاك بنموذج (قدوة) عربي جديد وقوي ممثل في الدولة السعودية حصن العرب المنيع، والذي هيأت له تلك الأجواء فرض نفسه وبقوة. كيف لا وهو يمثل أصل ونقاء العروبة، في حين أن جزيرة البحرين أخذت تخسر مكانتها في الخليج بنهاية عصر الملاحة واللؤلؤ، فأخذ أبناؤها يبدلون ماضيهم كونه يمثل ''نموذج السندباد''.. التجارة والثراء والثقافة المهدد من إيران وربما من نقاء العروبة أيضا.
تلك الأجواء وهذا الوضع دفع الجميع إلى التنكر إلى نموذج (السندباد).. التنكر لكل صفة من صفاته، فقد كانت صفاته تتنافى وصفات النموذج الجديد (العربي ابن الصحراء). يحق لنا التعجب هنا. في حين أني أرى حاليا في زمننا هذا تبدلا وتغيرا واضحا خصوصا مع ظهور القوة الاقتصادية الكبيرة في دولة الإمارات. فقد أصبح هاجس أبناء هذه الفترة ربط العصابة الإماراتية وترديد القصائد والأغاني الإماراتية وهز الرؤوس والعصي (نموذج جديد).
وخلاصة ذلك يجب الانتباه إلى تأثير الأحداث الوقتية الطارئة وعدم التأثر بها ما أمكن والعمل على مراجعة الآثار المترتبة على ذلك وتنقيتها أولا بأول، ومنها عقدة إيران ونفي أية صلة بسواحلها وجزرها، وفعلا لكل زمان دولة ورجال.
وختاما.. صدق الشاعر اذ يقول في وصف ''عرب فارس'' التالي:
نحنُ أرضٌ ثروة بالخصب روضة
نحنُ شعبٌ عزز التاريخُ مجده
نحنُ والأحواز حصنُ العربي
نحنُ شعبٌ عربيٌ يعربي
''خزرجٌ'' (4) نحنُ ومنا طيها
وبني كعب وعترة الرسول
وبني لام وطرفٌ اهلُها
قد ملأنا البحر حتى طاش منا

هوامش:

1 . مجلة صوت البحرين، مجلة أدبية اجتماعية، المجلد الرابع، إصدار مركز الشيخ إبراهيم بن محمد الخليفة للثقافة والبحوث، ص.61
2 . العلاقات السعودية الإيرانية.
3 .مجلة صوت البحرين - ص .29
4 ينتشر عرب الأنصار الأوس والخزرج هؤلاء في منطقة الأحواز وعلى امتداد شريط ساحل الخليج العربي وصولا إلى مضيق هرمز.

تجمُّــــع الأنصــار الحديــث بمكــــة لا بالمدينــة
الهــولـة الحلقة السادسة والعشرون
في التنقل والارتحال بجزيرة العرب

قسم الدراسات والتطوير - جلال الأنصاري:
تعنى الحلقة التالية بسرد متعلقات أمور ثلاثة، الأول ويرتبط بمتابعة نسب آل حرمي حكام البحرين لردح من الزمن، والذين اشتركوا وجماعات الهولة في رسم تاريخ الخليج لخمسة قرون طوال، ناظرين إلى حوض الخليج كساحة للعيش والنشاط والازدهار، وتحملوا عبء مواجهة الحضور الأوروبي والمواجهة مع الغرب طوال تلك القرون.
وامتلك الهولة ديناميكية مذهلة في الانتقال من بيئة وسط الجزيرة العربية والبداوة إلى شروط الإنتاج البحري والبيئة الساحلية، وكما نقلوا حسهم التجاري فأضحوا مسافرين على سفن بدل امتطاء الإبل، كذلك أحضروا معهم بسالة وروحاً قتالية، ولكنهم أيضاً قدموا محملين بروح فرقة ونزاعات لم تفارقهم إلى يومنا هذا.
ويتعلق الأمران الآخران بوثيقتين فارسية وتركية تعرضان لجوانب من تاريخ الهولة.
نسب آل حرم: تطابق روايات القاسمي ولوريمر وعبد القادر باش أعيان
وممن ذكرهم أيضا ''لوريمر'' في كتاب دليل الخليج، وقال عنهم التالي:
(آل حرم وعددهم 2000 في عسالو ونابند، وهم سنيون ويدعون بأنهم فرع من قبيلة تدعى راضية ويقولون إنهم هاجروا من جوار مكة منذ خمسة أو ستة أجيال، ومن المحتمل أن يكون عدد من القبيلة غير حرميين، ولكنهم سموا هكذا؛ لأنهم من رعايا الشيخ الحرمي) (1).
ومن الواضح جدا في هذا النص تطابق رواية الشيخ القاسمي ولوريمر ورواية الشيخ عبدالقادر باش أعيان، والتي نقلها أصلا عن جده الشيخ أحمد نور الأنصاري الحرمي شقيق جد مؤلف هذا الكتاب الشيخ هارون بن محمد الأنصاري الحرمي الجد المؤسس لأسرة آل بن هارون في جزيرة دارين شرق المملكة العربية السعودية، حيث اتفقت الروايات على سبب تسمية قبيلة آل حرم بأنها مشتقة من مكان السكن بالقرب من مكة المكرمة، ولا نستطيع إغفال وجه الاختلاف، حيث إن لوريمر ينسب القبيلة إلى قبيلة راضية، وهي قبيلة غير معروفة لدي ولدى عدد من أفراد وشيوخ قبيلة آل حرم الذين تمت مقابلتهم، في حين أن رواية باش أعيان تنسبهم إلى عرب الأنصار الأوس والخزرج من نسل قحطان.
وبالرغم من الاختلاف السابق، فإن النسب الصحيح - لدي - هو أن قبيلة آل حرم تنتمي إلى قبيلة قحطان، والتي تاجها وذروة سنامُها قبيلة الأنصار (الأوس والخزرج)، وذلك لوجود رواية أخرى وردت في وثيقة محرر في 22/3/1392هـ في محكمة دولة قطر مصدقة من قبل الشيخ أحمد بن حجر القاضي الشرعي، وهي نقلا عن لفظ الشيخ بوهندي بن عبدالله الحرمي، وهو من شيوخ قبيلة آل حرم في بلدة ''سروباش'' ومن الذين هاجروا إلى قطر بعد احتلال رضا بهلوي شاه إيران إلى إمارات عرب بر فارس وجاء في الوثيقة العبارة التالية:
(قبيلة آل حرم التي كما عرف عنها أنها كانت مجاورة البيت الحرام في مكة المكرمة وأن أصل هذه القبيلة يتصل بقبيلة بني قحطان القبيلة العريقة التي تعتبر أساساً لشتى من القبائل التي تصدعت وتفرقت يوم أن كان العرب في حالة لا استقرارية ولا نظامية) (2).
وممن ذكرهم أيضا ''لوريمر'' في كتاب دليل الخليج، وقال عنهم التالي:
(آل حرم وعددهم 2000 في عسالو ونابند، وهم سنيون ويدعون أنهم فرع من قبيلة تدعى راضية، ويقولون إنهم هاجروا من جوار مكة منذ خمسة أو ستة أجيال. ومن المحتمل أن يكون عدد من القبيلة غير حرميين، ولكنهم سموا هكذا؛ لأنهم من رعايا الشيخ الحرمي) (3).
ومن الواضح جدا في هذا النص تطابق رواية الشيخ القاسمي ولوريمر ورواية الشيخ عبدالقادر باش أعيان، والتي نقلها أصلا عن جده الشيخ أحمد نور الأنصاري الحرمي شقيق جد مؤلف هذا الكتاب الشيخ هارون بن محمد الأنصاري الحرمي الجد المؤسس لأسرة آل بن هارون في جزيرة دارين شرق المملكة العربية السعودية، حيث اتفقت الروايات على سبب تسمية قبيلة آل حرم بأنها مشتقة من مكان السكن بالقرب من مكة المكرمة، ولا نستطيع أغفال وجه الاختلاف، حيث إن لوريمر ينسب القبيلة إلى قبيلة راضية، وهي قبيلة غير معروفة لدي ولدى عدد من أفراد وشيوخ قبيلة آل حرم الذين تمت مقابلتهم، في حين أن رواية باش أعيان تنسبهم إلى عرب الأنصار الأوس والخزرج من نسل قحطان.
وبالرغم من الاختلاف السابق، فإن النسب الصحيح - لدي - هو أن قبيلة آل حرم تنتمي إلى قبيلة قحطان، والتي تاجها وذروة سنامُها قبيلة الأنصار (الأوس والخزرج)، وذلك لوجود رواية أخرى وردت في وثيقة محرر في 22/3/1392هـ في محكمة دولة قطر مصدقة من قبل الشيخ أحمد بن حجر القاضي الشرعي، وهي نقلا عن لفظ الشيخ بوهندي بن عبدالله الحرمي وهو من شيوخ قبيلة آل حرم في بلدة ''سروباش''، ومن الذين هاجرو إلى قطر بعد احتلال رضا بهلوي شاه إيران إلى إمارات عرب بر فارس، وجاء في الوثيقة العبارة التالية:
(قبيلة آل حرم التي كما عرف عنها أنها كانت مجاورة البيت الحرام في مكة المكرمة، وأن أصل هذه القبيلة يتصل بقبيلة بني قحطان القبيلة العريقة التي تعتبر أساساً لشتى من القبائل التي تصدعت وتفرقت يوم أن كان العرب في حالة لا استقرارية ولا نظامية)، (4).
وعليه ومن خلال العرض السابق أعلاه، فإن القول الصحيح الصريح والثابت - لدي - في نسب قبيلة آل حرم هو ما أورده الشيخ عبدالقادر باش أعيان في مؤلفه موسوعة تاريخ البصرة ووافقه عليه الشيخ بوهندي عبدالله الحرمي في شهادته الموثقة في الصك الشرعي الذي تحدثنا عنه، لذا فإن قبيلة آل حرم تنسب إلى العرب القحطانية من الأنصار (5) (الأوس والخزرج) تحديدا وتسمو بآل حرم نسبة إلى مكان إقامتهم بالقرب من الحرم المكي قبل الهجرة إلى سواحل الخليج العربي.
وبعد كل ذلك قد يتبادر إلى الذهن الاستفهام التالي: من المفترض هجرة عرب الأنصار من المدينة المنورة كما هو مشهور لا أن تكون الهجرة من مكة المكرمة، وهذا سؤال منطقي جداً، ولكنه وبمطالعة تاريخ قبائل المدينة المنورة خلال الخمسة قرون الماضية، وهي الفترة المفترضة لهجرة عرب آل حرم لا نلاحظ أي وجود لأي تجمع قبلي لعرب الأنصار في المدينة المنورة، ولكن يوجد تجمع قبلي كبير لقبيلة الأنصار في مكة المكرمة، وهؤلاء الأنصار يدعون أنهم يقيمون في مكة المكرمة في منطقة (هدي الشام) منذ ما يزيد عن 400 سنة تقريبا، ونحن نستند في ذلك إلى الخبر الوارد في جريدة ''الرياض'' العدد 13384 - الإثنين 14/2/,2005 وهذا نصه:
(شيخ قبيلة الأنصار في مكة المكرمة ''هدي الشام'' الشيخ يحيى بن عابد الأنصاري وجماعته يشكرون أسرة المعتاز الخزرجية الأنصارية على احتفائهم بقبائل الأنصار في المملكة العربية السعودية والعمل على اجتماعهم السنوي للتعارف والمحبة في ظل قيادة حكومتنا الرشيدة، والذي تم في محافظة عنيزة بتاريخ 3/12/1425هـ ويسألون الله تعالى أن يديم الأمن والمحبة). وبالتالي نستطيع أن نطمئن إلى ثبوت نسب هذه القبيلة (آل حرم) إلى قبيلة قحطان ثم الأنصار نظراً لوجود تطابق وتواتر المعلومات.

نص عثماني: هناك سبع أو ثماني عشائر يسمون بالـ «حولة»
وثيقة أرشيف رئاسة الوزراء العثماني في مدينة اسطنبول دفتر المهمة رقم 111 صفحة 713 والمؤرخة في 21 رجب 1113هجرية - 23 ديسمبر 1701
من: والي البصرة علي باشا
إلى: السلطان العثماني
بخصوص ذلك أحيطكم علما، يوجد على شواطئ العجم محل اسمه البحرين، يقوم العجم في هذا المكان بالتعرض لأهله بأنواع الضغوطات والمعاملة السيئة، ويهتم العجم بهذا المكان اهتماما كبيراً.
هناك أيضاً عشيرتان تتبعان لإدارة العجم وهما عشيرة العتوب وعشيرة الخليفات من أهل المذهب الشافعي والحنبلي ويسكنون في مكان قريب من بندر ديلم، ويوجد أيضا بندر اسمه كونك فيه سبع أو ثماني عشائر يطلق عليهم اسم حوله كلهم عرب من أتباع المذهب الشافعي.
أوقع البعض فتنة بين البحرين وبين هذه العشائر الثلاث حصلت بسببها عداوة بينهم، ووقعت صدامات في عرض البحر وقتل منهم ثلاث أشخاص غدرا، الأمر الذي جعل التجارة والمهاجرين يتخوفون من القدوم إلى البصرة.
أغلب السفن التي تتنقل بين هذه الموانئ في تلك المنطقة هي سفن هذه العشائر الثلاث. وبسبب العداوة يقومون بإطلاق النار على بعضهم بعضا إذا تلاقوا في عرض البحر.
وفي أحد الأيام قامت عشيرة حوله بمهاجمة عشيرة العتوب التي هي حليفة عشيرة الخليفات في البحرين وعلى حين غرة قتلت 400 من رجالها واستولت على جميع أموالها، وهرب الناجون من العتوب إلى حلفائهم من الخليفات، ثم اتفق الاثنان العتوب والخليفات على أن ما حدث كان بسبب فتنة العجم الموجودين في البحرين، وقالا: لم يبق لنا أمان في البقاء في بلاد العجم بعد الذي حصل، فلنذهب إلى مدينة البصرة التابعة للدولة العلية وبالفعل جاءوا ودخلوا أراضي البصرة وعددهم ما يقارب 2000 بيت، وهم الآن موجودون فيها. وقد جاء إليَّ أنا مأموركم في البصرة بعض وجهائهم والتمسوا لأنفسهم طلب البقاء قائلين: إننا من أهل السنة والجماعة تركنا بلاد الرافضيين، بلاد القزل باش ولجأنا إلى سلطان المسلمين للعيش في أراضيه وأنتم أعلم بما يصلح حالنا.
لم يخصص بعد لهم مكان معين للاستيطان والأفضل أن يبقوا هكذا للنظر إن كانوا سيبقون في البصرة بشكل دائم عندها يخصص لهم مكان للإقامة. يملك هؤلاء ما يقارب 150 سفينة في كل سفينة اثنين أو ثلاثة مدافع وعلى متن كل سفينة بين الثلاثين إلى أربعين مسلح بالبنادق عملهم هو نقل التجار والبضائع بين الموانئ في المنطقة. ومن أجل المصلحة واستمرار عملهم أرسلنا رجالنا إلى عشيرة حوله للتوسط في الصلح بينهم وبين العتوب والخليفات؛ لأن بقاء الحرب بينهم سوف يضر بالتجار الذاهبين والقادمين إلى البصرة فيما لو استوطنوا لدينا. وفي حال قدوم العشيرة المذكورة وبتحقيق الصلح، فإن البحر والسواحل سوف يأمن من شرهم. وبعد عقد الصلح سوف يتبين إن كانت العتوب والخليفات سوف تستوطنان البصرة أم لا، ولكن هذا غير معلوم الآن.

ترجمة: الأستاذ الدكتور/ زكريا كورشون/ أسطنبول - تركيا

ترجمة لنص فارسي (6):
آل حرم: هاجروا قبل سبعة قرون .. وحكموا البحرين
قبيلة آل حرم قبل 700 سنة هاجرت من مدينة تسمى (إعنزة) بالقرب من المدينة المنورة في السعودية وسكنت في منطقة بندر عسلوه ونابند من توابع مدينة كنكان، وبعد مدة أصبحت جزيرة البحرين تحت تصرفها وحكموها مدة من الزمن وقد واجهوا مشاكل حربية من قبل الشيخ ناصر حاكم بوشهر في آخر زمن الحكومة الصفوية.
شيوخ آل حرم في ذلك الزمن هم الشيخ صقر والشيخ علي والشيخ غيث والشيخ عبدالرحمن والشيخ عبد الواحد والشيخ أحمد والشيخ خلفان والشيخ صقر والشيخ إبراهيم. ويوجد في جوار منطقة عسلوه ثلاث قبائل متواجدة وهي النصوري والتميمي والمالكي، وكان هناك دائما نزاع ومناوشات بين قبيلة آل نصوري وآل حرم، والشيخ صقر التميمي كان رجلاً مقتدراً ومغرورا، وقد طلب الزواج من ابنة الشيخ إبراهيم الحرمي، ولكن الشيخ إبراهيم رفض طلب الشيخ صقر التميمي ونتيجة لذلك لجا الشيخ صقر إلى القوة وجمع عدد من الرجال المقاتلين .. إلخ.



الجياش
بوشقرة البحرين
بوشقرة البحرين
عضــــو نشیط جداً
عضــــو نشیط جداً

ذكر
عدد الرسائل : 786
السٌّمعَة : 0
نقاط : 27343
تاريخ التسجيل : 20/07/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى