قد أصاب قحط شديد أرض الجزيرة العربية و عمان و اليمن و جنوب العراق, و قد اضطر كثير من العرب الهجرة إلى أرض أخرى بحثا عن حياة أفضل.

عوامل هجرة العرب الى بر فارس :قد أصاب قحط شديد أرض الجزيرة العربية و عمان و اليمن و جنوب العراق, و قد اضطر كثير من العرب الهجرة إلى أرض أخرى بحثا عن حياة أفضل.

حديثي سيكون حول هجرة العرب من الجزيرة العربية الى فارس (إيران) و العمل الذي أقوم به هو واجب عليّ أن أعمله و أنشر كل ما أعرف من الحقائق التي لا زال يستهزء الكثير من جهال هذا العصر بها. سأكتب جميع الأدلة الدامغة و التي لا شك فيها و لا يستطيع أن يعرض عنها أي فرد, إلا من طبع على جبينه كلمة جـــــــهـــــل - عافانالله و إياكم من مرض الجهل.

أ)عوامل الهجرة إلى و من عربستان؟

إن أول ما يدور في رأس الواحد منا هو عن أسباب هجرة هؤلاء العرب إلى بلاد جنوب فارس (عربستان), التي لم يكن فيها من الفرس إلا القليل و العرب كانوا هم الأكثرية, و التواجد الفارسي كان متمركزا في الوسط و الشمال فقط.

أسباب الهجرة:-

1) قد أصاب قحط شديد أرض الجزيرة العربية و عمان و اليمن و جنوب العراق, و قد اضطر كثير من العرب الهجرة إلى أرض أخرى بحثا عن حياة أفضل.

2) البعض منهم استقر في تلك البلاد و هم أوائل العرب الذين هاجروا إلى تلك المنطقة أيام الفتوحات العربية الإسلامية في عصر الخلفاء الراشدين. و كان على رأس هذا القبائل الأشراف الهاشميين, و أحباب الرسول الكريم قبيلة الأوس و الخزرج (الذين سماهم الله من فوق سبع سماوات بالأنصار) . و قد كان هدفهم طبعا نشر الدين الإسلامي و إرساء دعائمه في تلك المنطقة الحديثة العهد للإسلام.

3) وقوع الفتن بين ال البيت و أبناء عمهم من الأمويين من جهة و بين الأمويين و العباسيين من جهة, فكان بعض العرب يهربون من الحجاز حقنا للدماء و لعدم الوقوع في مثل تلك النزاعات التي قد تودي بهم في جهنم لا سمح الله. فكان ترك الفتن هو أفضل سبيل للإبتعاد عن الفتن.
و من هن أيضا لم تكن الهجرات فقط لبر جنوب فارس, بل للأندلس كذلك, لكن حديثنا هنا يدور عن الذين هاجروا إلى فارس.

4) إرسال بعض الأمراء المسلمين بعض القبائل العربية من الجزيرة و العراق و الشام إلى الخارج.

5) الغزو التتاري الأسود قبح الله وجوههم, فهم لم يفرقوا بين شيخ او امرأة أو طفل, و كانت العرب في العراق تختبأ تحت الأرض و لا تخرج إلا نادرا خوفا من بطش التتار و فئة منهم هربت نحو فارس إلى إخوانهم العرب الذين سبقوهم الهجرة إلى تلك المنطقة.

أما عن أسباب الهجرة العكسية لهذه القبائل (أي عودتهم إلى الجزيرة العربية و السواحل الغربية للخليج) فهي كالتالي:-

1) ضغط الحكومة المركزية في شيراز على حكام العرب و شيوخ القبائل و العمل على تنزيل مكانتهم و محاولات ضمهم للفرس الإيرانيين بالقوة من حيث فرض الثقافة الفارسية الإيرانية على العرب.

2) نزع السلاح من جميع مناطق بر فارس الجنوبي (عربستان), كان ذلك في عام 1348هـ

3) إعلان قانون التجنيد و خدمة العلم بعد أن كان الجميع تحت طاعة الشيوخ و خدمتهم.

4) تعيين حكام فرس إيرانيين (عجم) على شتى مناطق عربستان مما أدى غضب العرب و رفضهم القاطع.

5) وقوع القحط الشديد على بر فارس الجنوبي "عربستان" الذي أصاب المنطقة بالجفاف الشديد و هلك الزرع و الضرع و كان ف عام 1361هـ.

القبائل العربية في بر فارس

سأذكر الأن قائمة طويلة للقبائل العربية التي هاجرت إلى بر فارس:-

1) قبيلة العبادلة و مفردها العبيدلي أو العبدولي
2)قبيلة ال حماد و مفردها الحميدي و ثم أصبح الحمادي
3)قبيلة الجبور و منهم ال بوطامي و النصوري
4)قبيلة المطاريش و يعتقد انها للجبور
5)قبيلة العبادي و مفردها العبادي و موطنهم أختر
6)قبيلة ال علي, و منهم حكام جزيرة قيس و بندر جارك و هم أولاد عمومة مع حكام أم القيوين.
7)قبيلة ال حرم و مفردها الحرمي
قبيلة ابن تميم و مفردها التميمي
9)قبيلة بني مالك و مفردها المالكي
10)قبائل منطقة البدو و هم متفرقون منهم المرة و الدواسر و ال معن و ال سفر و هؤلاء لم يستقروا كثيرا في فارس.
11)قبيلة الأنصاري و هم أنصار رسول الله صلى الله عليه و سلم. و هما في الأساس من الأوس و الخزرج و إنما سموا بالإنصار من قبل الله و رسوله لأنهم أول من ناصروه من العرب.
12)قبيلة ال بشر مفردها البشري
13)قبيلة المرازيق و مفردها المرزوقي و هم أبناء عم قبيلة العجمان العربية.
14)قبيلة المناصير و مفردها المنصوري و قد هاجروا أصلا من جلفار و البريمي و منهم ال حاتم و ال احمد و ال عبدالوهاب و ال شكا و ال ثويني الربيعة.
15)قبيلة القواسم و مفردها القاسمي و هم حكام الشارقة و راس الخيمة.
16)قبيلة الحوسني و مفردها الحوسني
17)قبيلة البوسلار و ينتسب أبناؤها اليوم إلى المهن و منهم ال الكندري و ال رستم و ال طالب و ال خلفان و ال عبدالقادر
18)قبيلة العسيري و هم الان يسكنون جزيرة فيلكا في الكويت و هناك ال العسيري ايضا من عسير,و عسير قرية في فارس ينتسب لها البعض.
19)قبيلة الجناعات و هم عرب هاجروا من نجد إلى الزبارة أولا م عرج معظمهم إلى الكويت و سكن لفترة ال سرى في جزيرة سرى بالقرب من رأس الخيمة لكنها كانت تتبع مشايخ عرب الهولة في الساحل الشرقي للخليج العربي.
20)قبيلة الهاشمي سكنوا خولار و هم ينتمون الى ال البيت اي انهم من أشراف مكة و منهم ال مصطفوي في دولة الامارات. (لهم شجرة عائلة يحفظونها و يتوارثونها من جيل الى جيل. والنعم
21)قبيلة المدني و منهم سادة لاور شيخ و ينتسبون الى ال البيت و عرف منهم الشيخ حسن و الشيخ يوسف رحمهم الله و لهم أيضا أتباع في الباطنة في عمان.
22)قبيلة الروستاق و كانت لهم مع ال الحمادي أرض كبيرة على شكل سهم تسمى منطقة الروستاق
23)قبيلة الشيباني و منهم كنادرة و جدهم كمال و منهم من بنادر و قرى على الساحل و منهم من شط ابن تميم
24)قبيلة العباسي و هم أحفاد العباس بن عبدالمطلب رضي الله عنه, سكنوا في خنج و بستك.
25)قبيلة البوسميط و يرجعون في الاصل إلى ال المغبرة من بن لام العرب في الجزيرة العربية و كانوا أصلا في نجد, ثم نزحوا إلى الزبارة و انضموا إلى العتوب و عاشوا في فارس لمدة 70 سنة فقط.
26)قبيلة الدواسر و سكن منهم فخذ برئاسة محمد بن مبارك الدوسري في لنجة و منهم الطواش و النوخذة عبدالمحسن المشاري و قد سكنوا في الهند (بومبي) لفترة و لم يتبقى أحد منهم في فارس.
27)قبيلة البوفلاسة و قد سكن منهم البعض في جزيرة هينام و استطاعوا ان يحكموها لفترة بسيطة.
28)ال سودان و مفردهم السويدي و قد سكنوا في جزيرة فرور و هندرابي و جزيرة الشيخ شعيب.
29)قبيلة شمر و قد هاجر فخذ منهم يدعى بنو معين الى بر فارس.
30)قبيلة العوازم و مفردها العازمي و هي قبيلة عربية معروفة و قد سكن فخذ منهم يسمى ال رشدان منطقة بندر كنج.
31) قبيلة بني هاجر ومفردها هاجري وهي قبيلة قحطانية وقد أستوطن فارس بن شهوان بن ضيغم بعد خلافة مع أبوه شهوان فى القصة المعروفة فرط من منطقة في شمال قطر سميت ( الفويرط ) وأسس قرية الفوارس فى الساحل الشرقي من الخليج العربي ( بر فارس ) وهناك ذرية من ال حميد والسوالم وال بوسليمان  وال شاهين  وال دستور ..كما يتواجد عدد من الزخانيين وهم من ال شهوان ... وال مسفر وال ذياب وال حسن وهم بنى هاجر سكان الغويرزة

هذه باختصار شديد قائمة القبائل العربية التي هاجرت الى بر فارس

ملحمة الأبطال العرب في جزيرة خرج

جزيرة خرج جزيرة عربية حكمها العرب منذ الهجرة الأولى لهم في عهد الخليفة معاوية بن أبي سفيان و خاصة بعد هجرة تميم من منطقة كاظمة مورد الماء المعروف (الجهراء و ما حولها الان في دولة الكويت) إلى بر فارس.

و معظم أهالي خرج هاجروا إلى دولة الكويت على هجرات متتالية منذ سنة 1179-1182 هـ إلى ان كانت الهجرة الكبرى في زمن الشيخ مبارك الصباح إلى جزيرة فيلكا حيث قام -رحمه الله- و لأول مرة في تاريخ جزيرة فيلكا كما تروي روايات كبار السن بحفظ الأمن و الأمان للأهالي في تلك الجزيرة, حيث وضع حامية له مع سلاح و عتاد في موضع يسمى اليوم قرينية و صبيحيو في في الجزيرة, و بعدها توقف هجوم البصارة على الأهالي من ناحية الفاو و القصبة و المحمرة.

و بعد ذلك, و طلبا للأمان و الاستقرار زادت هجرة أهالي خرج (الخوارى) إلى جزيرة فيلكا الكويتية و تعمرت فيلكا و زاد عدد سكانها العرب الجدد. كما هاجر البعض من جزيرة قريبة صغيرة تسمى خرجو أو خويرج, و هي جزيرة صغيرة منخفضة, أرضها رملية بيضاء, تبعد حوالي 5 كيلومترات عن جزيرة خرج.

و هنا يذكر محمد أعظم البستكي و هو من خانات بستك في صفحة 80, 81 من كتابه بالفارسية و المترجم بالعربية في مكتبة الايام في البحرين الطبعة الاولى عن تاريخ بستك و جهانكيرية أن الامير مهنا بن الامير ناصر من شيوخ ميناء ريك (ريق) و الذي خلفه أباه الذي ينتمي لسلالة مذكور حاكم القابندية و بوشهر لم يطع و لم يسمع و لم يقبل ان يحكمه أعجمي و أن يولى عليه كريم خان الزندي و الذي تولى امارة جزيرة خرج بعد أن قتل أباه الأمير ناصر و اخوته و أعمامه و بعض انسابه خوفا من الثأر, و خاصة عندما عرف كما يذكر خان بستك أن كريم خان قد وقع عقد مع الإنجليز و الهولنديين و اتفاقات للقضاء عليه و حصل على وعود بمكاسب إذا استطاع القضاء عليه, و كان الأمير ناصر قد أعلن أيضا نفسه حاكما على بندر ريق (ميناء ريق).

و قد استطاع كريم خان عندما اعتلى عرش السلطنة في شيراز أن يقبض على الأمير مهنا عندما سمع عن أعماله الوحشية ضد أسرته و خاصة والده و إخوته , لكنه سرعان ما خرج من السجن و أطلق سراحه بواسطة, ميرزا محمد بيك دشتي, أو كما يسمونه \شتساني صهره , والذي كان ذا مكانة لدى البلاط الزندي في شيراز (إيران) و أعيد إلى منصبه ثانية كحاكم على ميناء ريق و جزيرة خرج .

و لم يهدأ له بال حيث جمع حوله الجموع ثم رفع له علما و جعله عنوانا لثورته, و حذره بعض أمراء و شيوخ عرب الهولة من خطورة العمل الذي سيقوم به, و استطاع الأمير ناصر هزيمة الجيش الإيراني و الهولندي و الإنجليزي و سيطر على جزيرة خرج و طرد الهولنديين منها لدرجة أن حاكم إيران أرسل له جيشا نظاميا بقيادة محمد صادق خان بمرسوم من كريم خان الزندي مع جيش كبير و مجهز بالمدافع لسحق الأمير مهنا في ميناء ريق أولا , و بعد قتال عنيف انسحب الأمير مهنا إلى جزيرة خرجو الصغيرة (خويرج) , و لما وقع بالضيق فيها فكر في طرد الهولنديين من خرج و استولى على مساكن ممثلي الدولة الهولندية, و رغم أن الهولنديين أحسوا بنواياه و شنوا هجوما كثيفا عليه في جزيرة خرجو (خويرج) و استعانوا بخبرة الشيخ سعدان البوشهري لكنه أيضا فشل معهم و فر من المعركة و قاتل الأمير مهنا مع رجاله ببسالة و شجاعة و هزمهم ، و هاجم جزيرة خرج و استولى على قلعتهم ( قلعة الفرنجة ), و على كل أسوارها و قتل منهم الكثير, و استسلم من بقى من روع ما شاهدوه من الشجاعة, و قام بإيواء الأسرى و أرسلهم في سفينة إلى هولندا.

و لما عرف بذلك كريم خان أعد العدة و جهز جيشا كبيرا و أرسله إلى ميناء كناوة بقيادة زكي خان الزندي.

و قام الإنجليز و الهولنديين بعد هزيمتهم أمام الأمير مهنا و عرب خرج بفرض حصار على جزيرة خرج و ما حولها ؛ إضافة إلى أن جيش كريم خان قد سد الطريق في كل الموانئ على جزيرة خرج خاصة طرق وصول السلاح و المؤن ، و إضافة لذلك أصدر أمرا إلى شيوخ العرب في بندر عباس و كنكون و بوشهر و مشايخ بني كعب و حتى محمد خان البستكي و إلى زكي خان في مدينة كناوة و أمره جميع قواته البرية و البحرية أن يضربوا حصارا على خرج و طلب سحق الأمير مهنا و الإستيلاء على جزيرة خرج و خرجو (خويرج).

و حضرت قوات كبيرة جدا و حاصرت جزيرة خرج و بدأوا بضربها بالمدافع و استبسل الأمير مهنا و رجاله و هاجموا كل السفن,و كانت شجاعتهم لا تصدق و كفاحهم و صمودهم في الجزيرة لكن الكثرة كما يقال تغلب الشجاعة, و فعلا اجتهد البواسل المخلصون لوطنهم و جزيرتهم و عروبتهم للحفاظ عليها بعيدا عن استيلاء الحكومة في شيراز على موطن أجدادهم العرب, ولما ضاقت بهم السبل و زاد الحصار حملوا الأمير مهنا إلى سفينة محترقة و معطوبة فحملته الأمواج و الأشرعة القديمة إلى ساحل الفاو في البصرة هو و بعض مرافقيه و بعدها إلى الكويت, و سقطت جزيرتي خرج و خويرج بيد كريم خان الزندي.

و قام أحد الخونة من أهالي خرج و هو الملقب حسن سلطان وفائي و الذي كان عدوا للأمير مهنا و الذي أرشد جيش العدو على أماكن ضعف الجزيرة بإعطاء كل أموال و أوراق و ثروة الأمير مهنا إلى كريم خان, و كافأه الأخير بأن أعطاه لقب حاكم ميناء ريق و جزيرة خرج و أسماه "كدخداه".

المراجع التي استمدت منها المعلومات:

1) تاريخ عرب الهوٍلة. (الهولة تحريف لكلمة الحولة, أي تحول و المقصود هو تحول تلك القبائل العربية من الساحل الغربي إلى الشرقي من الخليج العربي) - للكاتب المهندس محمد غريب حاتم.

2) صهوة الفارس في تاريخ عرب فارس - للمؤلف عبدالرزاق محمد صديق.

3) تاريخ لنجة - للكاتبة الشيخة كاملة القاسمي.

4) تاريخ بستك و جهانكيرية و خنج - للمؤلف محمد أعظم خان البستكي العباسي (نسبة لجده الأكبر العباس بن عبد المطلب).