منتديات غورزه | الغويرزه
اذا كنت غير مسجل في المنتدى برجاء قم بالتسجيل او بتسجيل الدخول حتى تتمكن من المشاركه
معنا في منتديات غورزه

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات غورزه | الغويرزه
اذا كنت غير مسجل في المنتدى برجاء قم بالتسجيل او بتسجيل الدخول حتى تتمكن من المشاركه
معنا في منتديات غورزه
منتديات غورزه | الغويرزه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
المواضيع الأخيرة
» قصة مكان : بندر " قلعات "
الاحتلال البرتغالي لجنوب الخليج العربي  Emptyالأحد أبريل 01, 2018 6:08 pm من طرف بوشقرة البحرين

» آل مشاري من القصيم الى بر فارس
الاحتلال البرتغالي لجنوب الخليج العربي  Emptyالأحد مارس 04, 2018 4:29 am من طرف بوشقرة البحرين

» معاني أسماء القرى العربية في الساحل الشرقي
الاحتلال البرتغالي لجنوب الخليج العربي  Emptyالخميس أكتوبر 05, 2017 4:42 pm من طرف بوشقرة البحرين

» قصة سفينة الريان القطرية
الاحتلال البرتغالي لجنوب الخليج العربي  Emptyالخميس أكتوبر 05, 2017 4:34 pm من طرف بوشقرة البحرين

» فريج العمامرة في مدينة المحرق
الاحتلال البرتغالي لجنوب الخليج العربي  Emptyالثلاثاء سبتمبر 12, 2017 1:29 pm من طرف بوشقرة البحرين

» عائلة فخرو وعائلة فخر ي وعائلة الصوفي وعائلة احمدى والهيل
الاحتلال البرتغالي لجنوب الخليج العربي  Emptyالثلاثاء يونيو 27, 2017 7:39 pm من طرف بوشقرة البحرين

» فريج المري ..بمدينة المحرق بمملكة البحرين
الاحتلال البرتغالي لجنوب الخليج العربي  Emptyالثلاثاء يونيو 27, 2017 7:36 pm من طرف بوشقرة البحرين

» عيدكم مبارك
الاحتلال البرتغالي لجنوب الخليج العربي  Emptyالثلاثاء يونيو 27, 2017 7:32 pm من طرف بوشقرة البحرين

» كل عام و انتم بخير
الاحتلال البرتغالي لجنوب الخليج العربي  Emptyالسبت سبتمبر 10, 2016 1:47 pm من طرف بوشقرة البحرين

» عيدكم مبارك وعساكم من عوادة
الاحتلال البرتغالي لجنوب الخليج العربي  Emptyالأربعاء يونيو 29, 2016 7:02 pm من طرف بوشقرة البحرين

» بناء المساجد القديمة في دول الخليج وساحل فارس
الاحتلال البرتغالي لجنوب الخليج العربي  Emptyالأربعاء يونيو 29, 2016 6:12 pm من طرف بوشقرة البحرين

» جزيرة ألساية : وأسم الساية قد يكون مشتق من اللغة الفارسية كحال بعض بعض مناطق البحرين ف ال ساية بالفارسية تعني الظل والذى يظهر ويختفي في أوقات معينة
الاحتلال البرتغالي لجنوب الخليج العربي  Emptyالأربعاء يونيو 29, 2016 5:07 pm من طرف بوشقرة البحرين

دخول

لقد نسيت كلمة السر

بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم


الاحتلال البرتغالي لجنوب الخليج العربي

اذهب الى الأسفل

الاحتلال البرتغالي لجنوب الخليج العربي  Empty الاحتلال البرتغالي لجنوب الخليج العربي

مُساهمة من طرف بوشقرة البحرين الثلاثاء يناير 27, 2015 5:53 pm

الاحتلال البرتغالي لجنوب الخليج العربي

كتبه الدكتور

عبد المحسن الصاعدي

دهم العدوان الصليبي البرتغالي الغاشم جنوب الخليج، وضرب العالم الإسلامي في سواحله الشرقية، كان العالم الإسلامي وقتها موزعًا تحت ثلاثة دول كبرى؛ الدولة العثمانية في آسيا الصغرى وما حولها في أوروبا وآسيا الوسطى، والدولة
المملوكية في مصر والشام والحجاز، والدولة الصفوية في الهضبة الإيرانية وما حولها، وقد مر بنا ذكر موقف الصفويين، أما العثمانيين فقد كانوا بعيدين نسبيًا عن مناطق الصراع، فبقي عبء مواجهة الصليبيين البرتغاليين من نصيب المماليك وحدهم في هذه المرحلة.
كانت الدولة المملوكية وقت نزول البرتغاليين بساحة العالم الإسلامي تعاني من تراجع شامل ووهن مزمن على كافة المستويات، والدولة في طور الأفول بسبب الفساد الإداري والسياسي والأخلاقي لسلاطين المماليك، وبسبب البعد عن
منهج الصلاح والرشاد والمنافسة على الحكم والسلطة، وأيضًا بسبب التدهور الاقتصادي الذي أصاب مالية المماليك جراء تحويل طريق التجارة إلى رأس الرجاء الصالح، ناهيك عن المشاكل الحدودية بين المماليك والعثمانيين في
الأناضول وديار بكر والعدوان المستمر من جانب جماعة فرسان المعبد في شرق البحر المتوسط والمتمثل في قيامهم باحتلال برقة وبعض جزر البحر مثل كريت وجربة.
لهذه الأسباب كلها لم يستطع المماليك فعل شيء لنجدة جنوب الخليج من العدوان البرتغالي سوى إرسال عدة كتائب من الجند إلى اليمن وذلك لمنع
البرتغاليين من السيطرة على باب المندب، والعجيب أن مؤرخي اليمن قد أطلوا اسم «الغز» على تلك الكتائب، وكان حسين الكردي قائد تلك الكتائب، وواحد من أشهر قادة المماليك في قتال البرتغاليين.
ظل المماليك مشغولين بمشاكلهم الخاصة حتى نما إلى علمهم في عهد السلطان قنصوة الغوري أن البرتغاليين يخططون لاقتحام الأماكن المقدسة فشعروا بالغيرة والمسئولية وأرسلوا أسطولاً قويًا لضرب قواعد البرتغاليين في الهند وذلك لقطع
خطوط الإمداد والتمويل للحملات الصليبية على جنوب الخليج، وبالفعل نجح القائد حسين الكردي في هزيمة البرتغاليين بقيادة «الونز دي ميدا» عند جزيرة «شول» سنة 914هـ، فاستدعى البرتغاليون قائدهم الأشهر «البوكيرك»
وجاءتهم مساعدات قوية من البرتغال، فهزم المماليك في معركة جزيرة «ديو» الشهيرة سنة 915هـ، وهي المعركة التي قضت نهائيًا على القوة البحرية للمماليك، مما جعلهم ينسحبون من الساحة تاركين جنوب الخليج يواجه العدوان الصليبي وحده.
غير أن المماليك لم ينسوا واجبهم تجاه الأماكن المقدسة، فانتقل حسين الكردي بعد هزيمة «ديو» إلى مدينة وميناء «جدة» حيث بدأ في تحصينها حتى لا يستولي عليها الصليبيون البرتغاليون، ومنها يغيرون على مكة والمدينة، وبالفعل نجحت خطة الكردي في ردع البرتغاليين عن الإغارة على الأماكن المقدسة.
ومع الفشل المتكرر للبرتغاليين في اقتحام عدن تشجع السلطان قنصوة الغوري سنة 919هـ وأرسل أسطولاً جديدًا إلى جنوب البحر الأحمر تحت قيادة الريس سليمان الذي انطلق إلى جدة وهناك انضم إليه القائد حسين الكردي،
وانطلقت الحملة نحو الجنوب وطردت البرتغاليين من مدينة زيلع الصومالية ثم استقرت الحملة في جزر «قمران» بعد طرد البرتغاليين منها سنة 921هـ، بعد أن دخل المماليك في حربهم الطويلة ضد العثمانيين والتي انتهت بسقوط الدولة المملوكية سنة 923هـ.
البرتغاليون والعثمانيون

على الرغم من البعد النسبي جغرافيًا للدولة العثمانية عن مناطق الصراع في جنوب وشرق الخليج العربي، إلا إن سلاطين الدولة العثمانية كانوا يتابعون
باهتمام وتوجس النمو المطرد للقوة البحرية البرتغالية، وآثاره المتمثلة في العدوان البرتغالي المتكرر على سواحل المغرب في أصيلا والعرايش ومليلة، ثم الوثبة الكبرى إلى ظهر العالم الإسلامي في الخليج والهند.
كما كان البرتغاليون في نفس الوقت ينظرون إلى الدولة العثمانية على أنها زعيمة العالم الإسلامي المقبلة بعد أن تهاوت قوة الدولة المملوكية، وأنها مصدر القوة
والتهديد الحقيقي لخطط البرتغال التوسعية والتنصيرية في أرجاء المعمورة، ناهيك عن العداوة التاريخية والراكزة في قلب كل صليبي أوروبا ضد الدولة العثمانية التي فتحت القسطنطينية وأسقطت الدولة البيزنطية.
كان السلطان بايزيد الثاني والمشهور بمحاولاته المتكررة لنجدة مسلمي الأندلس أول السلاطين العثمانيين عملاً ضد العدوان البرتغالي، وذلك سنة 916هـ
عندما أرسل عدة سفن مشحونة بالسلاح والذخيرة والأموال لمساعدة المماليك ضد البرتغاليين، ولكن هذه المساعدة لم يكتب لها الوصول سالمة؛ ذلك لأن فرسان مالطة أو فرسان القديس يوحنا قد أغاروا عليها ونهبوها.
وبعد سقوط المماليك سنة 923هـ، أصبح العثمانيون خلفاءهم في المنطقة في مواجهة مباشرة مع الصليبيين البرتغاليين، وإن كانت هذه المواجهة قد تأخرت قليلاً لانشغال العثمانيين بعدة ثورات داخلية وتمردات في بداية حكم السلطان سليمان القانوني [927هـ ـ 974هـ] ثم الحروب المتتالية التي وقعت على الجبهة الأوروبية.
في سنة 958هـ أرسل السلطان سليمان القانوني حملة بحرية بقيادة الريس محيي الدين بيري وهذا الرجل من أقدر القادة البحريين وله خرائط جغرافية ومساحية
في غاية الدقة أبهرت علماء العصر الحديث، ولكنه كان مهتمًا بالتجارة ومصالحه الخاصة، فلم يهتم كثيرًا بشئون الحملة وبالتالي فشلت في تحقيق أهدافها وكان جزاؤه الإعدام على تقصيره.
أرسل العثمانيون حملة أخرى سنة 960هـ ولكنها هزمت أمام البرتغاليين، فلم ييأس العثمانيون وأرسلوا حملة أخرى سنة 962هـ بقيادة الريس حسين، فتقابلت مع الأسطول البرتغالي عند خليج «ليمة» قرب رأس مسندم.
وانتصر العثمانيون انتصارًا رائعًا على الرغم من كون الأسطول البرتغالي ثلاثة أضعاف الأسطول العثماني، واصل العثمانيون ملاحقتهم للبرتغاليين، ودارت
معركة أخرى قريبًا من مسقط، وانتصر العثمانيون مرة أخرى غير أن عاصفة بحرية قوية أفسدت فرحة الانتصار ومنعت العثمانيين من مواصلة المطاردة.
في سنة 988هـ أرسل والي اليمن سنان باشا أيام السلطان مراد الثالث حملة بحرية انطلقت من اليمن بقيادة الريس أمير علي، فحاصر مسقط ثم انتصر على البرتغاليين في هرمز، وفتح مسقط ومنها انطلق إلى ساحل إفريقيا الشرقي وهاجم المراكز البرتغالية هناك في ممباسا ومالندي ومقديشو.
وظل يقارع البرتغاليين طيلة عشر سنوات كاملة حتى رزقه الله عز وجل الشهادة على ما نحتسبه، حيث وقع في الأسر سنة 998هـ، وأرسل إلى لشبونة عاصمة البرتغال وتفننوا في التنكيل به وتعذيبه حتى مات رحمه الله.
وبالجملة نجح العثمانيون في تحجيم الخطر البرتغالي الصليبي في المنطقة، وتأمين البحر المتوسط من غاراتهم البحرية المخربة، وحماية الأماكن المقدسة من الأهداف الإجرامية التي كان يسعى لها البرتغاليون منذ أيام طاغيتهم (البوكيرك).
وانحصر الاحتلال البرتغالي في جنوب الخليج في عدة نقاط صغيرة بقيت في أيديهم من أجل الأغراض التجارية والاقتصادية المحضة، ثم ما لبثت القوة

البرتغالية في التداعي من جراء الصراع الشديد بين قوى الاحتلال العالمية على مناطق النفوذ والمصالح الاقتصادية، حتى وقعت البرتغال نفسها في الاحتلال الإسباني لأراضيها وذاق أهلها من نفس الكأس الذي أذاقوه لكثير من المسلمين في الهند والخليج.

===============

الصراع العثماني البرتغالي

المصدر كتاب ((الدولة العثمانية عوامل النهوض و أسباب السقوط)) بتصرف

قامت دولة البرتغال في عام 1514م بتحريك حملة على المغرب الأقصى يتزعمها الأمير هنري الملاح واستطاعت تلك الحملة أن تحتل ميناء سبتة المغربي، وكان ذلك بداية لسلسلة من الأعمال العدوانية المتتالية ثم واصلت البرتغال حملاتها على الشمال الأفريقي حتى تمكنت من الاستيلاء على اصيل، والعرائش ثم طنجة في عام 1471 للميلاد. وواصلت بعد ذلك أطماعها في مراكز هامة جداً مثل ميناء "أسفى وأغادير، وأزمورة، وماسة".
وأما عن توجه البرتغال الى المحيط الأطلسي ومحاولتهم الإلتفاف حول العالم الاسلامي فقد كان العمل مدفوعاً بالدرجة الاولى بدوافع صليبية شرسة ضد المسلمين ، حيث اعتبرت البرتغال انها نصيرة المسيحية وراعيتها ضد المسلمين ، حيث اعتبرت قتال المسلمين ضرورة ماسة وصارمة ورأت الاسلام هو العدو اللدود الذي لابد من قتاله في كل مكان.
وكان الأمير هنري الملاح شديد التعصب للنصرانية عظيم الحقد على المسلمين وقد تحصل هذا الأمير من البابا نيقولا الخامس حقاً في جميع كشوفه حتى بلاد الهند، حيث قال : (إن سرورنا العظيم إذ نعلم أن ولدنا هنري أمير البرتغال، إذ يترسم خُطى والده العظيم الملك يوحنا، وإذ تلهمه الغيرة التي تملك الأنفس كجندي باسل من جنود المسيح، قد دفع باسم الله الى آقاصي البلاد وأبعادها عن مجال علمنا كما أدخل بين أحضان الكاثوليكية الغادرين من أعداء الله وأعداء المسيح مثل العرب والكفرة...).

وقال البوكيرك في خطابه الذي ألقاه على جنده بعد وصوله الى "ملقا" مانصه: (إن ابعاد العرب عن تجارة الأفاوية هي الوسيلة التي يرجو بها البرتغاليون إضعاف قوة الاسلام).
وفي نفس الخطبة قال الخدمة الجليلة التي سنقدمها لله بطردنا العرب من هذه البلاد وبإطفاءنا شعلة شيعة محمد بحيث لا يندفع لها هنا بعد ذلك لهيب وذلك لأني على يقين أننا لو انتزعنا تجارة "ملقا" هذه من أيديهم (يقصد المسلمين) لاصبحت كل من القاهرة ومكة أثراً بعد عين ولامتنعت عن البندقية كل تجارة التوابل مالم يذهب تجارها الى البرتغال لشرائها من هناك).
وقال في يومياته: (كان هدفنا الوصول الى الأماكن المقدسة للمسلمين واقتحام المسجد النبوي وأخذ رفاة النبي محمد رهينة لنساوم عليها العرب من اجل استرداد القدس.
وقال ملك البرتغال عمانويل الأول معلناً أهداف الحملات البرتغالية: إن الغرض من اكتشاف الطريق البحري الى الهند هو نشر النصرانية والحصول على ثروات الشرق.
وهكذا يظهر للباحث المنصف أن الدافع الديني للكشوف البرتغالية كان من أهم العوامل التي دفعت البرتغال لارتياد البحار والإلتفاف حول العالم الاسلامي، فصدرت المراسيم والأوامر، ورسم الصليب والمدفع كشعار للحملات، وكان القصد من ذلك أن على المسلمين اعتناق المسيحية وإلا عليهم مواجهة المدفع.
وكان الدافع الاقتصادي في الدرجة الثانية كعامل مؤثر في سير الكشوف الجغرافية البرتغالية، فقد سهل اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح في عام 904هـ/1497م بواسطة فاسكو دي جاما مهمة وصول منتجات الشرق الاقصى للأسواق الأوروبية دون الحاجة الى مرورها عن طريق مصر، ولهذا ساعد تحويل الخط التجاري عن مناطق العبور العربية والاسلامية -ساعد- على تحقيق الهدف الديني وذلك لما للمجال الاقتصادي من اثر فعال في إضعاف القوة الاسلامية التي كان لها ابلغ الأثر في زعزعة أوروبا خلال عدة قرون، فضلاً عن الركود الاقتصادي الذي مُنيت به الدولة المملوكية بسبب هذا التحول المفاجئ.
ومما يجدر ذكره أن البرتغاليين استعانوا في حملاتهم باليهود الذين استخدموا كجواسيس ، وقد ساعدهم في ذلك معرفتهم باللغة العربية، وعلى سبيل المثال فقد ارسل ملك البرتغال يوحنا الثاني خادمه الخاص ومعه رفيق آخر يهودي الى مصر والهند والحبشة وكان من نتائج رحلتها تقديمها تقرير يتضمن بعض الخرائط العربية عن المحيط الهندي.
وذكر ابن اياس إنه في زمن الشريف بركات أمير مكة تسلل ثلاثة أشخاص الى مكة وكانوا يحومون حول المسجد الحرام وعليهم لباس عثماني ويتحدثون العربية والتركية، فأمر بالقبض عليهم وبالكشف على اجسامهم اتضح أنهم مسيحيون لأنهم كانوا بغير ختان، وبعد التحقيق معهم ظهر أنهم جواسيس، ارسلوا للعمل كأدلاء للجيش البرتغالي الصليبي عند دخوله لمكة، وتم بعد ذلك إرسالهم الى السلطان قانصوه الغوري.
ولتحقيق الأهداف البرتغالية رأى رواد الكشوف وساستهم ضرورة التحكم في مضيقي "هرمز" و "باب المندب" لكي يحكم أعداء الاسلام غزوهم للعالم الاسلامي من الخلف ودق عصب الإقتصاد في المناطق العربية والاسلامية ثم بالتالي نشر المسيحية في كل موقع يصلون إليه.
ونجح البرتغاليون في خططهم وتمكنوا من السيطرة على معابر التجارة في الساحل الأفريقي والخليج العربي وبحر العرب، وقاموا بمنع وصول المنتجات الشرقية الى أوروبا عن طريقها، وقد ساعدهم في تحقيق ذلك عدم وجود منافس بحري لهم، مما سهل لهم السيطرة على المراكز الهامة بيسر وسهولة، ثم لم يتورع البرتغاليون بعد ذلك عن استخدام العنف فشهدت المناطق التي وصلوا إليها واحتلوها الكثير من المجازر وإشعال النيران والتدمير، والاعتداء على حرمات الناس ومنع المسلمين من الذهاب الى الحج وهدم المساجد عليهم.
إما عن موقف المسلمين من هذا الغزو الغاشم فقد كان المماليك آنذاك في موقف لايحسدون عليه حيث اصابهم الوهن الاقتصادي والسياسي وانشغل السلاطين بمشاكلهم الداخلية ومجابهة الدولة العثمانية وقمع نشاط الفرسان الإسبتارية (فرسان القديس يوحنا) في شرق البحر الأبيض المتوسط(كانو في رودس يقومون بالتعاون مع مملكة قبرص الصليبية بهجمات على الموانئ الاسلامية والسفن التجارية المتاجرة معها لضرب التجارة التي كانت تمر بدولة المماليك عبر البحر الأحمر من الهند الى الدويلات الايطالية كالبندقية وكان الهدف ضرب ذلك الطريق التجاري المار من الدول الاسلامية واشغال المماليك عن الخطر البرتغالي في الجنوب الذي كان يهدف لفتح طريق تجاري آخر ولذلك قام المماليك أولا بمهاجمة قبرص ونجحو بعد 3 حملات في فتحها عام 1426 في عهد الأشرف برسباي ثم حاولو فتح رودس في عهد السلطان جقمق عبر 3 حملات في عام 1440 و 1443 و 1444 ولكنها لم تنجح في فتحها وبقيت رودس مستعصية الى أن تحقق فتحها للعثمانيين عام 1522) ولهذا واجه السكان في الساحل الأفريقي والخليج واليمن مصيرهم بأنفسهم، فهاجموا الحاميات البرتغالية في كل مكان، في شرق أفريقيا وفي مسقط والبحرين وقريات وعدن ، ولكن دون جدوى لاختلاف ميزان القوى.
ثم ان المماليك شعروا بالمسؤولية على الرغم من المشاكل التي كانت تعيشها دولتهم ، وبذلوا مافي استطاعتهم للحد من وصول البرتغاليين الى الأماكن المقدسة، فقام السلطان قانصوه الغوري بإرسال حملة بحرية مكونة من ثلاثة عشرة سفينة عليه ألف وخمسائة رجل بقيادة حسين الكردي الذي وصل الى جزيرة "ديو" ثم "شول" وألتقى مع الأسطول البرتغالي بقيادة "الونز دي الميدا" وذلك في عام 914هـ/1508م فكان النصر حليفه، ثم ان البرتغال عززوا قواتهم وأعادوا الكرة مرة أخرى مما أدى الى هزيمة الاسطول الاسلامي سنة 915هـ/1509م في معركة "ديو الأولى" المشهورة في التاريخ.
أما عن الدولة العثمانية فكانت في البداية بعيدة عن ساحة المعركة ويفصل بينها وبين البرتغال دولة المماليك والدولة الصفوية ومع ذلك لبى السلطان بايزيد الثاني طلب السلطان الغوري مساعدته ضد البرتغال فأرسل قطعا بحرية عثمانية بقيادة سليمان باشا الخادم او سليمان الرومي شاركت المماليك في معركة ديو الأولى، كما أرسل في شهر شوال سنة 916هـ/ 1511م عدة سفن محملة بالمكاحل والأسهم وأربعين قنطاراً من البارود وغير ذلك من المستلزمات العسكرية والأموال اللازمة. ولكن هذه المساعدة لم يكتب لها الوصول سالمة بسبب تعرضها لقرصنة فرسان القديس يوحنا.
وبعد أن ضم العثمانيون بلاد مصر والشام ودخلت البلاد العربية تحت نطاق الحكم العثماني ، واجهت الدولة العثمانية البرتغاليين بشجاعة نادرة فكان أول عمل واجهوه هو صد حملة برتغالية على جدة عام 1516 تحت قيادة لوبو سوارس ولكن الحملة فشلت(يدعى البرتغاليين أن سبب فشلها هو هبوب عاصفة حطمت سفنهم بمساعدة الصخور المرجانية في البحر الأحمر مما أدى بها الى الانسحاب) وقد قام سليمان باشا بمطاردتهم حتى عند ميناء اللحية شمالي اليمن قُبيل جزيرة كمران، واسر إحدى سفنهم وكان على ظهرها 17 برتغاليا أخذهم معه إلى جدة ووضعهم في السجن بصفتهم أسرى حرب، ثم أرسلهم إلى القاهرة، ومن هناك أرسلهم إلى السلطان العثماني في اسطنبول.
ثم انتقل العثمانيون للهجوم فتمكنو من استرداد بعض الموانئ الاسلامية في البحر الأحمر مثل: مصوع وزيلع، كما تمكنو من إرسال قوة بحرية بقيادة مير علي بك الى الساحل الأفريقي فتم تحرير مقديشو وممبسة ومُنيت الجيوش البرتغالية بخسائر عظيمة.
وفي عهد السلطان سليمان القانوني 927-974هـ/1520-1566م تمكنت الدولة العثمانية من إبعاد البرتغاليين عن البحر الأحمر ومهاجمتهم في المراكز التي استقروا بها في الخليج العربي.
لقد ادرك السلطان سليمان أن مسؤولية الدفاع عن الأماكن المقدسة هي مسؤولية الدولة العثمانية، فبادر بعقد اتفاق مع حاكمي "قاليقوط" و"كامباي" وهما الحاكمان الهنديان اللذان تأثرا من الغزو البرتغالي وكان ذلك الاتفاق ينص على العمل المشترك ضد البرتغال، ثم أعقب ذلك الإتفاق إصداره مرسوماً الى سليمان باشا الخادم والي مصر هذا نصه: (عليك يابيك البكوات بمصر سليمان باشا، أن تقوم فور تسلمك أوامرنا هذه ، بتجهيز حقيبتك وحاجتك، وإعداد العدة بالسويس للجهاد في سبيل الله، حتى إذا تهيأ لك إعداد أسطول وتزويده بالعتاد والميرة والذخيرة وجمع جيش كافٍ، فعليك أن تخرج الى الهند وتستولي وتحافظ على تلك الأجزاء، فإنك اذا قطعت الطريق وحاصرت السبل المؤدية الى مكة المكرمة تجنبت سوء ما فعل البرتغاليون وأزلت رايتهم من البحر).
وقام سليمان الخادم بتنفيذ أوامر السلطان العثماني ، ووصل بعد سبعة أيام الى جدة ثم اتجه الى كمران وبعد ذلك سيطر على عدن وعيّن عليها أحد ضباطه وزودها بحامية بلغ عدد جنودها ستمائة جندي ، ثم واصل سيره الى الهند، وعند وصوله الى ديو لم يتمكن من الإستيلاء عليها وانسحب عائداً بعد ان فقد حوالي اربعمائة من رجاله، وحاول مرة اخرى الاستيلاء على القلاع الأمامية حتى استسلمت إحداها وتم أسر ثمانيين برتغالياً ، ولولا الإمدادات الجديدة للجيش البرتغالي لاستسلمت جميع القلاع، وتمّ طرد البرتغاليين من الهند ولخضعت قلعة ديو للعثمانيين خضوعاً تاماً وهذه المعركة هي معركة ديو الثانية.

وهكذا تمكن العثمانيون من صد البرتغال وإيقافهم بعيداً عن الممالك الاسلامية والحد من نشاطهم ، كما نجحت الدولة العثمانية في تأمين البحر الأحمر وحماية الأماكن المقدسة من التوسع البرتغالي المبني على أهداف استعمارية وغايات دنيئة ومحاولات للتأثير على الاسلام والمسلمين بطرق مختلفة.
إن النجاح الذي حققته الدولة العثمانية في درء الخطر البرتغالي على العالم الاسلامي يستحق كل تقدير وثناء، فدولة المماليك كانت على وشك الانهيار، ورغم أنها واجهت البرتغاليين بقدر ما تستطيع وحققت بعض النتائج الا أنها لم تكن على مستوى من القوة يكفل لها الوقوف طويلا أمام الغزو البرتغالي وبتلك القوة التي واجه بها العثمانيون البرتغاليين فتحملت الدولة العثمانية أعباء الدفاع عن حقوق المسلمين وممتلكاتهم، ونجحت أيما نجاح في الحد من مطامع الغزاة ووصولهم الى الأماكن المقدسة كما كانوا يرغبون.
أما عن الدولة الصفوية فقد تخلت عن مساعدة سكان المناطق التي وصل إليها الغزو البرتغالي، فتركت مدن الخليج العربي تواجه مصيرها بنفسها، وزادت على ذلك أن سارت الدولة الصفوية في فلك الأعداء ولبت رغباتهم خاصة وأنها على عداء وخلاف مذهبي مع المماليك والدولة العثمانية ولذلك نجد البوكيرك القائد البرتغالي يستغل هذا الموقف ويرسل في عام 915هـ/1509م مبعوثه "روى جومير" ومعه رسالة ذكر فيها: (اني أقدّر لك احترامك للمسيحيين في بلادك، واعرض عليك الأسطول والجند والأسلحة لاستخدامها ضد قلاع الترك في الهند، وإذا أردت أن تنقض على بلاد العرب أو أن تهاجم مكة فستجدني بجانبك في البحر الأحمر أمام جدة أو في عدن أو في البحرين أو في القطيف أو في البصرة ، وسيجدني الشاة بجانبه على امتداد الساحل الفارسي ، وسأنفذ له كل مايريد).
وقد صادف هذا العرض أو هذا الموقف الفترة التي كانت القوات العثمانية تتوجه فيها لمجابهة الصفويين على الحدود، حيث كانت بعد ذلك معركة جالديران سنة 920هـ/1514م التي انهزم فيها الفرس هزيمة ساحقة أمام الجيش العثماني، مما جعلهم - أي الفرس- أكثر استعداداً للتحالف مع البرتغاليين ضد العثمانيين، فكانت فرصة البرتغال التي لاتعوض لاسيما وأنهم يدركون مدى الخطر الذي يُهددهم ويقلق أمنهم من قبل الدولة العثمانية ، فاستغلوا احتلالهم لهرمز عام 921هـ/1515م وارتبطوا بعد ذلك مباشرة مع الصفويين بمعاهدة كان من أهم بنودها؛ تقديم البرتغال أسطولها لمساعدة الشاة في حملته على البحرين والقطيف مقابل اعتراف الشاة بالحماية البرتغالية على هرمز، وتوحيد القوتين وفي حالة المواجهة مع الدولة العثمانية عدوهما المشترك .
ويظهر أن البرتغال رأوا في تحالفهم مع الصفويين وسيلة تحقق عدم الوفاق بين الدول الاسلامية التي فيما لو اتحدت ضدها لما تمكنت من السيطرة على مقدرات الشعوب في مناطق الخليج والبحر الأحمر وعدن وغير ذلك من الاماكن التي خضعت للسيطرة البرتغالية؛ ومن جهة اخرى فإن التحالف الصفوي البرتغالي والوضع السياسي والاقتصادي المتدهور لدى دولة المماليك، كل ذلك جعل الدولة العثمانية تتحمل المسؤولية كاملة في الدفاع عن الأماكن الاسلامية في كل موقع حاول البرتغاليون الوصول إليه والسيطرة عليه .
لقد كان من نتائج الصراع العثماني البرتغالي:
1- احتفظ العثمانيون بالاماكن المقدسة وطريق الحج.
2- حماية الحدود البرية من هجمات البرتغاليين طيلة القرن السادس عشر.
3- اعاد العثمانيون نسبيا فتح الطرق التجارية التي تربط الهند واندونيسيا بالشرق الادنى عبر الخليج العربي والبحر الأحمر وحصلت بعض عمليات تبادل البضائع الهندية مع تجار أوروبا في أسواق حلب، والقاهرة واسطنبول ففي سنة 1554م اشترى البندقيون وحدهم ستة آلاف قنطار من التوابل وفي الوقت نفسه كانت تصل الى ميناء جدة عشرين سفينة محملة بالبضائع الهندية (توابل ، أصباغ، أنسجة) ولكن مع ذلك لم يستطيعوا القضاء على الطريق الجديد الذي اكتشفه البرتغاليون في رأس الرجاء الصالح بسبب فشلهم في الاستيلاء على ديو وهو الطريق الذي استمر البرتغاليون برعايته وشجعو بذلك دول بحر الشمال على التطلع الى تلك المنطقة فحل محلهم الهولنديون بعد ذلك بقرن ثم الانجليز وفي محاولة من الدولة العثمانية لاعادة نفس القوة الى الطريق القديم قامو بتشجيع الدول الأوروبية عبر نظام الامتيازات الممنوحة للدول الأوروبية وكان للفرنسيين منها في البداية نصيب الأسد ولكن كان لتلك الامتيازات فيما بعد تاثير سلبي ساهم في فترات ضعف الدولة العثمانية في زيادة تدخل الأجانب في داخلها.

============
بوشقرة البحرين
بوشقرة البحرين
عضــــو نشیط جداً
عضــــو نشیط جداً

ذكر
عدد الرسائل : 786
السٌّمعَة : 0
نقاط : 27603
تاريخ التسجيل : 20/07/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى