الهجن العمانية

الهجن العمانية
الهجن العمانية .. من السباقات المحلية إلى الطموحات الخليجية
عبيد الوهيبى .. المضمر الأول فى السلطنة :
الاستعدادات تجرى على قدم وساق لبدء موسم جديد ناجح، محليا وخليجيا

سباقات الهجن عالم كبير وصفقات البيع بلغت مليون و800 الف ريال عمانى

سيفان ودرع و16 سيارة حصيلة العام الماضى من الجوائز للهجن التى ضمرتها

كتب ـ سهيل بن ناصر النهدي : بعد موسم حافل بالانجازات على المستويين المحلي والخليجي حقق خلالهما كأس وسيفين ودرع و 16 سيارة، أكد المضمر الشهير عبيد بن محمد بن حمد الوهيبي (ممثل السلطنة الدائم لسباقات الهجن )، أن الاستعدادات لبدء موسم سباقات جديد ماضية قدما، وكل الأمور مهيئة والهجن جاهزة لخوض غمار السباقات في ميادين السلطنة أو في ميادين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية لتمثيل السلطنة فى تلك المحافل خير تمثيل.
وقد زارت الوطن الرياضي عزبة المضمر الشهير عبيد بن محمد الوهيبي المضمر الأول في عالم سباقات الهجن على مستوى السلطنة، والملقب بممثل السلطنة الدائم بميادين السباقات بدول مجلس التعاون، والكائنة بولاية بدية بالمنطقة الشرقية، حيث حاورته هناك وعاشت معه ومع اخوته عملية العناية الفائقة التي تلاقيها الهجن وشاهدت الجهود التي يبذلها عبيد بن محمد واخوته وابنائه من أجل العناية بالهجن لتحقق انجازات كبيرة يفخر بها الجميع، خصوصا وأن هذه الانجازات تخطت الأطار المحلي لتصل الى المستوى الخليجي بكل اقتدار.
ففي البداية حدثنا عبيد بن محمد الوهيبي عن تاريخه مع الهجن وعالم تضميرها حيث قال: أنا من عائلة بدوية تسكن ولاية بدية بالمنطقة الشرقية، وقد ساعدني ذلك منذ طفولتي لاكون مع الهجن، ومنذ صغري وأنا اعتني بالهجن واضمرها، وقد حققت انجازات وحصلت على المراكز الأولى ونلت جوائز سيارات في عدة سباقات وخصوصا في دولة الامارات العربية المتحدة حيث كنت أشرف على تضمير هجن المرحوم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الامارات العربية المتحدة سابقا، واستطاعت هذه الهجن أن تتربع على المراكز الأولى ولله الحمد.
وأضاف عبيد بن محمد الوهيبي: عالم سباقات الهجن عالم كبير بحاجة الى ممارسة كبيرة حتى تتمكن من الدخول فيه واتقانه؛ لأن تضمير الهجن بحاجة الى تركيز وعناية فائقة مع وجود ناقة أصيل تنحدر من سلالات عريقة شريطة أن تكون سبوق؛ لأن السبوق شيء نادر والحصول عليها يتطلب بذل جهود كبيرة، فمن هنا تجد الاهتمام الكبير بالسبوق وبذل الغالي والنفيس من أجل توصيلها لأفضل المستويات.
وعن انجازاته في العام الماضي وما حققته هجن عزبة عبيد بن محمد الوهيبي قال: العام الماضي كان حافل بالانجازات والحمد لله، حيث استطعت أن احصل على سيفين ودرع و16 سيارة كانت جوائز للمراكز الأولى التي حصلت عليها خيرة الهجن التي أشرف على تضميرها، موضحا بان هذه الجوائز للفوز الذي حققته الهجن في ميادين السلطنة وخارجها.
عدد الهجن بالعزبة
وعن عدد الهجن التي يشرف عبيد بن محمد الوهيبي على تضميرها في عزبته قال: أشرف على تضمير وتدريب أكثر من 100 مطية من مختلف الأعمار، بعضها (وهي الأفضل ) تعود ملكيتها للهجانه السلطانية ومن بينها الناقة (مياسة) الحاصلة على كأس الختامي لموسم سباقات الهجن بالسلطنة للعام الماضي، وأيضا حاصله على (سيف ) خلال فوزها في مشاركة خليجية، ومن بين الهجن الموجودة بعزبته والمملوكة أيضا للهجانه السلطاية الناقة (الشامخة) والتي تنحدر من سلالة شاهين السلالة العريقة المشهورة بعالم السباقات حيث حصلت الشامخة أيضا على (سيف ) في ختام موسم السباقات للعام الماضي الذي نظمه الاتحاد العماني لسباقات الهجن.
وأكد عبيد بن محمد الوهيبي على أن كل الهجن التي يشرف على تضميرها قد حققت انجازات وتعد من خيرة الهجن التي قد سجلن حضور قوي في ميادين السباقات، لذلك فأن هذا الشي يدفع لبذل المزيد من الجهود والعناية للمحافظة على ما تحقق من انجازات لهذه الهجن وحتى تستمر الهجن بنفس المستوى من التفوق وأكثر.
المشاركات المحلية
وعن مشاركته المحلية أوضح عبيد بن محمد أنه متواصل بشكل دائم وحريص على المشاركة بالسباقات التي تقام بالسلطنة، مؤكدا بأن هذه المشاركة تعد واجب وتمثل فرصة كبيرة لتفعيل هذه الرياضة التي تعد إحدى أهم الرياضات التي يعشقها أبناء السلطنة، وبين أنه قد حقق المراكز الأولى في عدة سباقات وحصل على جوائز مالية وعينية، كذلك استطاع أن يحقق المركز الأول في الأشواط الرئيسية والختامية.
ومن ناحية أخرى وفي أطار المشاركة الخليجية أكد الوهيبي على أنه فخور جدا بالمشاركة الخليجية وتمثيل السلطنة في ميادين دول الخليج لسباقات الهجن، وقال أفتخر بالمشاركة بخيرة الهجن العمانية الأصيلة في السباقات التي تقام بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، حيث أمثل السلطنة بتلك السباقات وقد لقبت (بممثل السلطنة الدائم في سباقات الهجن ) وهذا الشيء مفخرة لي وأنا سوف أحافظ على هذا التمثيل وأبذل كل جهودي وخبرتي لرفع اسم السلطنة في المحافل الدولية، وقال حصلت عدة مرات على المركز الأول في كثير من السباقات التي تقام بمختلف دول الخليج وحققت أرقام وتواقيات مميزة الأمر الذي أحدث مكانة مميزة لهجن السلطنة بالمحافل الخليجية، وإن شاء الله ماضون في تحقيق المزيد خلال المواسم القادمة.
وعن ما يميز عبيد بن محمد الوهيبي عن غيره من المضمرين وتربعه على منصة التتويج بشكل دائم وسر هذا التميز؟ أوضح بأن الجميع يملكون الخبرة في التضمير وهذا التميز هو توفيق من الله سبحانه وتعالى، ولكن يبقى أن لكل مجتهد نصيب، وقال عبيد: أنا أشارك باستمرار ليس بالضروري أن أفوز لكن من الضروري أن أشارك واتقدم، والناقة الأصيل صاحبة الانجازات تحتاج الى عناية وتركيز، وإن لم تفز بسباق معين فانها بالتطوير والتضمير الجيد سوف تفوز بسباق قادم ويبقى الأمل موجود دائما، وأوضح الوهيبي: أن الناقة عبارة عن (روح ) تتاثر حالها كحال أي مخلوق والمضمر الجيد لا بد أن يتمتع بالصبر والتروي وعدم الاستعجال؛ لأن الهجن عالمها كبير وهذا العالم بحاجة الى من يفهمه ومن يفهم الهجن وما تحتاجه كل ناقة ويصل الى النقطة أو التضمير الذي تتطلبه كل واحده فانه بالتاكيد سوف ينجح ويحقق الهدف المطلوب وهو الفوز.
وحدثنا عبيد الوهيبي عن عزبته بشكل أكثر تفصيل وقال: أكثر من 100 مطية أي (ناقة وجعود) موجودة بعزبة واحدة هذا أمر ليس ببسيط وبحاجة الى مجموعة كبيرة من الأشخاص للعمل بيد واحده للعناية بهذه الهجن، وأضاف يساعدني بشكل أساسي أخي علي بن محمد الوهيبي الذي اعتبره ساعدي الايمن وهو الشخص الذي يمثلني في غيابي ويقوم بكل المهمات، وانا اتكل عليه بشكل كبير وهو يملك الخبرة الكافية في التضمير لكي اعتمد عليه؛ لأن الانسان لابد وأن يشغله شيء بهذه الحياة ومنها الأمور العائلية وغيرها وعند انشغالي اتكل على الله ثم أخي علي وهو الذي يقوم بالتضمير بكل كفأة.
وقال المضمر عبيد الوهيبي: نظمت العزبة (مقر مكوث الهجن) بحيث تكون واسعة ومريحة للهجن، حيث توجد مظلات من سعف النخيل مقسمة لكافة الفئات، فهناك قسم للهجن من الأعمار الكبيرة ( الحول والثنايا واليداع ) ومظلة لـ ( اللقايا ) ومظلة أخرى (للحجايج ) وكل مظلة حجمها يتناسب والعدد الذي يكون فيها، وقد خصصت هذه المظلات لفترة النهار وحماية للهجن من أشعة الشمس، وخلال تناول الطعام، أيضا نحرص أن تأكل الهجن وجباتها في أماكن خاصة للطعام فقط، أما عندما تبات الهجن خلال المساء فانه تم تخصيص اماكن اخرى ايضا خاصة ومجهزة للمبيت الليلي محاطة بسياج دائري يعطي للهجن راحة وخصوصية .
وقال عبيد بن محمد الوهيبي: إن هناك مجموعة عمل كبيرة تعمل في العزبة حيث يوجد 16 عامل عماني يعملون بالعزبة بمرتبات شهرية تصل الى 300 ريال شهريا وحوافز سنوية، وقال: أنا أتعامل مع الشباب الذين يعملون معي بالعزبة كالأسرة الواحدة وكل شخص يعمل بالعزبة يشعر بأنه يعمل بعزبته ولا توجد فروق ولله الحمد هذا الأمر يعتبر من أسرار النجاح والفوز بالسباقات، كذلك يوجد 20 عاملا وافدا كلهم يتقاضون مرتباب شهرية وحوافز، مؤكدا بأن هذا العدد من اليد العاملة تحتاجه العزبة لتكتمل عملية تضمير الهجن، حيث يقوم العمال بعملية التسريح وبعضهم يقوم بتظيف العزبة من مخلفات الهجن وبعظهم يقوم بترتيب الوجبات وتجهيزها .
وعن حصيلة صفقات البيع التي تمت العام الماضي خلال موسم السباقات ونتيجة الفوز الذي حققته هجن عبيد بن محمد الوهيبي قال: خلال العام الماضي تم عقد عدة صفقات بيع للهجن بعد الفوز حيث وصل اجمالي قيمة الهجن التي تم بيعها بمليون و800 الف ريال عماني.
وفي ختام حديثه أعرب عبيد بن محمد الوهيبي عن خالص شكره وتقديره للمقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ على الدعم الكبير من لدن جلالته لسباقات الهجن والمضمرين في السلطنة، معربا عن أمنياته لجلالته ـ ابقاه الله ـ بموفور الصحة والعافية وان يجعله ذخرا لهذا البلد، وقال: إن جلالته أبقاه الله هو الداعم الأول للرياضة في السلطنة وفي عهده ـ أعزه الله ـ نالت الهجن نصيبا وافرا من الرعاية والاهتمام وهذا الأمر شجعا على تحقيق الانجازات .