كتاب ألامير الثائر / يتناول الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة في كتابه الامير الثائرقصة الامير مهنا بن ناصر بن حمد الزعابي احد الاشخاص الذين كان لهم دور بارز في الخليج العربي

كتاب ألامير الثائر / يتناول الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة في كتابه الامير الثائرقصة الامير مهنا بن ناصر بن حمد الزعابي احد الاشخاص الذين كان لهم دور بارز في الخليج العربي



يتناول الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة في كتابه الامير الثائرقصة الامير مهنا بن ناصر بن حمد الزعابي احد الاشخاص الذين كان لهم دور بارز في الخليج العربي
اثناء القرن الثامن عشر حيث رفض الوجود الاوروبي ورفض السيطرة الفارسية علماً بان الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي علق في نهاية كتابه بان كل ما جاء في الكتاب من احداث واسماء وشخصيات ومواقع موثقة توثيقاً صحيحاً في مكتبه ولا يوجد بها نوع من نسج الخيال وزخرف الكلام وان هذا للقارئ العربي ليطلع على جزء من تاريخه في الخليج العربي.

الامير الثائر مهنا بن ناصر بن حمد الزعابي
امير بندر ريق وجزير خارك وخركو

تقع امارة بندر ريق على الساحل الشرقي للخليج العربي (بر فارس) فمن شمالها دشتستان والمحكومة من امراء فرس ومن الشرق ابوشهر والمحكومة من الشيخ ناصر المطروشي* العربي الاصل والفارسي التوجه ومن الغرب جناوة والمحكومة من العربي الشيخ كايد بن حيدر* والمجاوره لإمارة بني كعب العربية.

يتبع إمارة بندر ريق جزيرة خرك وخركو وكان يحكم هذه المناطق في بداية القرن الثامن عشر الامير حمد الزعابي امير قبيلة الزعاب وبعد وفاته تولى الحكم في بندر ريق وتوابعها ابنه الامير ناصر بن حمد الزعابي واستطاع ان يجعل هذه المناطق ذو مركز تجاري مهم.


استطاع الامير ناصر بن حمد الزعابي ان يجعل الشيخ ناصر بن مذكور المطروشي حاكم بوشهر يساعده في انتزاع جزيرة البحرين من قبيلة ال حرم * حلفاء القواسم علماً بانه عين الشيخ كايد بن حيدر حاكم جناوة على بندر ريق لتوجهه الى البحرين كما ان الامير ناصر بن حمد الزعابي كان متزوج من اخت الشيخ كايد بن حيدر وهي والدة ابنه الامير مهنا بن ناصر الزعابي.

بالرغم من ان الامير ناصر ال مذكور المطروشي حاكم بوشهر ساعد الامير ناصر بن حمد الزعابي في السيطرة على البحرين ولكن لم يستفد الشيخ ناصر ال مذكور المطروشي شي من ذلك فرجع الى بوشهر وجعل الشيخ كايد بن حيدر يستقل بحكم بندر ريق مما جعل الامير ناصر بن حمد الزعابي يترك البحرين ويرجع الى بندر ريق ليسترجع مناطقه التي استولى عليها اخو زوجته الشيخ كايد بن حيدر.

بعد رجوع الامير ناصر بن حمد الزعابي الى بندر ريق وهروب نسيبه الشيخ كايد بن حيدر من بندر ريق الى جناوه استطاع الشيخ ناصر ال مذكور المطروشي ان يحتل البحرين ويضمها الى امارة ابوشهر.

كان للامير ناصر بن حمد الزعابي ابن يدعى الامير مهنا بن ناصر بن حمد الزعابي والذي كان يكره غير العرب وذلك لأنه أثناء مرحلة البلوغ ذهب مع خاله الشيخ كايد بن حيدر الى بندر الديلم * حيث تعرف على بعض فتيان الديلم وكانوا من قبيلة الخليفات * حيث كانوا يعتزون بعروبتهم وانتماؤهم الى الجزيرة العربية ورفض الانتماء الفارسي علماً ان قبيلة الخليفات العربية حضروا الى بندر الديلم مع العتوب في القرن السابع عشر قادمين من الجزيرة العربية ولكن العتوب انتقلوا الى القرين (الكويت) في بداية القرن الثامن عشر وتركوا قبيلة الخليفات في بندر الديلم.

انتقل الامير مهنا بن ناصر الزعابي مع خاله الشيخ كايد بن حيدر الى الفلاحية* عاصمة قبيلة بني كعب الذين كانوا يعتزون بعروبتهم ويرفضون سيطرة الفرس او الاتراك عليهم.

بعد ذلك انتقلا (مهنا وحيدر) الى البصرة حيث استضافهم الدواسر * المقيمين في الجنوب الغربي من البصر ثم استضافهم الشيخ عبدالله شيخ المنتفق * في الشمال الغربي للبصرة وكان فتيان الدواسر و المنتفق ساخطين لمعاملة الاتراك العثمانيين للقبائل العربية وكان من ضمن الفتيان الشيخ ثامر * ابن اخ الشيخ عبدالله شيخ المنتفق الذي اصبح مقرباً من الامير مهنا بن ناصر الزعابيوكانت تجمعهم افكار واحدة وهي الحرية والاستقلال من سيطرة الاجنبي.


عند عودة الامير مهنا بن ناصر الزعابي الى بندر ريق كان يحدث فتيان ريق بما شاهده وعرفه خاصة بما يتعلق بالاعتزاز بالعروبة ورفض السيطرة الفارسية فتجمعوا حوله عدد من فتيان بندر ريق آمنوا بافكاره (مهنا الزعابي).

في نهاية 1753م استطاع الهولنديين ان يحتلو جزيرة خرك واقاموا فيها مركز تجاري بدون ان يستأذنوا من الامير ناصر بن حمد الزعابي مما اغضب الامير مهنا بن ناصر بن الزعابي الذي احتج على التصرف السلبي لوالده اتجاه ذلك.


في عام 1754 اتفق الهولنديين مع الامير ناصر بن حمد الزعابي على ان يقوم بمساعدتهم في حصار مدخل شط العرب لإجبار حاكم البصرة في تسديد بعض المبالغ المتأخرة عليه للهولنديين حيث كلف الامير ناصر بن حمد الزعابي ابنه الامير حسين بن ناصر الزعابي في التجهيز لذلك.

اغضب هذا التصرف الامير مهنا بن ناصر الزعابي لعلمه ان الموجودين هناك اصدقاؤه اهل المنتفق منهم الشيخ ثامر بن سعدون الحسيني الهاشمي فذهب لوالده الامير ناصر بن حمد الزعابي مع أصدقاؤه.

كان الامير ناصر بن حمد الزعابي خارجاً من البيت متجها لركوب المراكب التي سوف تساعد الهولنديين في العدوان على البصرة ولقد رفض الاب ناصر بن حمد الزعابي التحدث مع الابن الامير مهنا بن ناصر الزعابي فقتل الابن مهنا بن ناصر الزعابي والده ناصر بن حمد الزعابي عندما حاول قبلها الاب قتل الابن ثم بعد مقتل الاب خرجت الام (شقيقة كايد بن حيدر) تصرخ في وجه الابن الذي قام بدفعها الى داخل المنزل فسقطت على الجدار ومنها فارقت الحياة.

بعدها هرب شقيقه الامير حسين بن ناصر الزعابي الى جزيرة خرك حيث لجأ بمفرده الى الهولنديين ونصب الامير مهنا بن ناصر بن حمد الزعابي نفسه حاكماً على بندر ريق وبعدها ذهب الامير حسين بن ناصر الزعابي الى دشتستان وعن طريقها وبدعم من الهولنديين استطاع ان يرجع لحكم بندر ريق حيث هرب الامير مهنا بن ناصر الزعابي الى خاله الشيخ كايد بن حيدر في جناوه.

بتاريخ 11/12/1754م قام الامير مهنا بن ناصر بالهجوم على بندر ريق بعد ان جمع 300 شخص حيث قبض على الامير حسين بن ناصر وسجنه ولكن بعد خمسة ايام هرب من السجن الى دشتستان حيث حرض أمراءها على شقيقه الامير مهنا مدعياً بان الامير مهنا يكره كل ما هو فارسي حتى الرطنه الفارسية منعها من بندر ريق

فتكون جيش كبير لدى الامير حسين بن ناصر الزعابي فهجم على بندر ريق فسلم الامير مهنا بن ناصر الزعابي نفسه لامراء دشتستان لعدم استطاعته الهرب فنُقل الى منطقة تنكسير وقد توسط له بعد ذلك شيخ ابوشهر الشيخ ناصر بن مذكور بن طاهر المطروشي فأطلقوا سراحه حيث اقام في بوشهر وكان شيخ ابوشهر متضايق من التجار الهولنديين وقد تحالف مع الانجليز لاقامة مركز تجاري لهم.

في عام 1755م قدم كل من شيخ ابوشهر الشيخ ناصر بن مذكور بن طاهر المطروشي والشيخ كايد بن حيدر المساعدة للامير مهنا بن ناصر الزعابي للهجوم على بندر ريق فحدثت معركة بين قوات بوشهر والامير مهنا بن ناصر والشيخ كايد بن حيدر من جهة والامير حسين بن ناصر الزعابي وامراء دشتستان من الجهة الاخرى حيث انهزم الامير مهنا بن ناصر ومن معه ورجعوا الى ابوشهر علماً ان الانجليز كانت لهم مساعده في الخفاء لحلف الامير مهنا بن ناصر الزعابي حيث كانوا متضررين من السيطرة الهولندية على تجارة المنطقة وكان يمثلهم في المنطقة فرانسيس وود والذي انشاء مقر شركة الهند الشرقية الانجليزية في بندر ريق فيما بعد.

بعدها قام كريم خان زند شاه * (ملك) فارس باستدعاء كل من شارك في الحرب ضد الامير حسين بن ناصر الزعابي حيث وبخهم ورحلهم الى ابوشهر مشياً عقاباً لهم باستثناء الشيخ ناصر ال مذكور المطروشي الذي سجنه لعدم تسليمه الضرائب التي جمعها من السيطرة على البحرين وقيمة السفن التي استأجرها من الحكومة الفارسية علماً بان فرانسيس وود استقبلهم في ابوشهر الذي كان متواجد هناك لاستلام مراسيم الحكومة الفارسية لانشاء شركة الهند الشرقية الانجليزية في بندر ريق.


في عام 1756م استقبل فرنسيس وود رسالة من الهولنديين تفيد بان الأمير مهنا بن ناصر الزعابي سوف يهجم على بندر ريق فرحل فرنسيس وود إلى البصرة وانتظر لحين هدوء المشاكل بين الأمير مهنا والأمير حسين أبناء ناصر الزعابي وبعدها أتت تعليمات لـ فرنسيس وود من المقر الانجليزي في بندر عباس تأمره بالعودة الى بندر ريق فاتجه الى بندر ريق حيث وجد ان الامير مهنا بن ناصر الزعابي سيطر على بندر ريق وقتل اخيه الامير حسين بن ناصر الزعابي .

قام اتباع الامير مهنا بن ناصر الزعابي بهدم المقر التجاري للانجليز واسقاط العلم البريطاني ومطالبة فرنسيس وود بايجار سنه لمقر الشركة فهرب فرنسيس وود الى البصرة كما قام الامير مهنا بن ناصر الزعابي بطرد كل التجار المتعاونيين مع الانجليز .

بعد هدم المقر التجاري الانجليزي أراد الانجليز تأديب الأمير مهنا بن ناصر الزعابي لذلك أرسلوا سفن بقيادة قرنسيس وود ولكن أدرك بأنه لا يستطيع تاديبه لان عدد رجال الامير مهنا كانوا اكثر من رجاله لذلك ادعى بانه سوف ينزل بضاعة لبندر ريق وسوف يعيد بناء المقر التجاري في بندر ريق وكان يسعى من ذلك الهجوم على الامير مهنا بن ناصر الزعابي فيما بعد.

رحب الامير مهنا بن ناصر الزعابي بهم في البداية ولكن ارسل لهم بعد ذلك احد أقرباؤه وهو الشيخ غانم لكي يطلب منهم مغادر بندر ريق وقد حاولوا رشوة الشيخ غانم ولكن رفض ذلك فخرجوا من بندر ريق راجعين الى سفنهم.

في عام 1757م ارسل كريم خان زند ملك فارس جيش لتأديب الشيخ كايد بن حيدر والأمير مهنا بن ناصر الزعابي وذلك بضربهم في بعض لان العرب كانوا مسيطرين على الساحل من شط العرب وحتى ابوشهر وقد حاول الجيش الفارسي توريط الامير مهنا بن ناصر الزعابي في الهجوم معهم على خاله وحليفه الشيخ كايد بن حيدر ولكن استطاع بحيلة ان يهرب بالسفن الى راس بنك بالقرب من بندر بنك.

بعد فترة سلم الامير مهنا بن ناصر الزعابي نفسه للقوات الفارسية بعد حصاره من قبلهم ومن قبل القوات الهولندية حيث نقل الى شيراز وتم تعيين اخوه الامير علي بن ناصر الزعابي حاكماً على بندر يق .

اثناء توقيفه في شيراز أصبحت علاقته بـ كريم خان زند ملك فارس ووزراءه جيدة حيث اطلق سراحه فقام كريم خان زند ملك فارس بتعيين الامير مهنا بن ناصر الزعابي حاكماً على بندر عباس عقاباً له وذلك لجهل اهلها للغة العربية في ذلك الوقت وبعدها بفترة بسيطة استطاع الامير مهنا بن ناصر الزعابي واتباعه دخول بندر ريق وإعدام أخوه الأمير علي بن ناصر الزعابي وعدد من أتباعه وسجن الباقين ونصب نفسه حاكماً على بندر ريق.

في عام 1758م أصبح وضع الامير مهنا بن ناصر الزعابي سيء من الناحية المادية حيث كان لا يستطيع الدفع لأصحابه مما جعله يسلب السفن التجارية المتجهة الى البصر او العكس منها السفن الهولندية حتى بدأت السفن تتخذ اجراءات تحفظها من الهجوم فقام الأمير مهنا بن ناصر الزعابي ومن معه بنهب الحقول المجاورة له.

في عام 1759م بدأ بنهب حقول بلدة جناوة التي يحكمها خاله الشيخ كايد بن حيدر حيث تصادف في نفس الوقت ان اتفق الهولنديين مع الشيخ كايد بن حيدر بان يزود القاعدة الهولندية في جزيرة خرك بالمؤن فحاول حصار جناوة لكن لم يستطع لمساعدة الهولنديين لاهل جناوه.

تضرر أيضاً من أفعال الأمير مهنا بن ناصر الزعابي أمراء دشتستان وشيوخ ابوشهر ال مذكور المطاريش فهجموا مجتمعين على بندر ريق ولكنهم انهزموا من قوات الامير مهنا بن ناصر الزعابي حيث طلب امراء دشتستان المساعدة من كريم خان زند ملك فارس.

في عام 1761م حاصر الجيش الفارسي وأمراء دشتستان بندر ريق من البر والهولنديين من البحر باتفاقية بينهم ولكن رجال مهنا بن ناصر الزعابي استطاعوا التسلل الى معسكر الجيش الفارسي وقتل القائد الفارسي والي خان واستمر الحصار لفترة ولكن لم يستطيعوا هزيمة الامير مهنا بن ناصر الزعابي واتباعة فاضطروا الى انسحاب.

بعد ذلك قويت شوكت الامير مهنا بن ناصر الزعابي واصبح زعيم عربي يقاوم الاحتلال الفارسي والتدخل الأجنبي في شؤون بلده وليس زعيم قطاع طرق وقرصان يعتدي على السفن التجارية وأول شيء سعى اليه بعد ذلك هو تأديب جيرانه.

بدأ في خاله الشيخ كايد بن حيدر الذي تعاون مع الهولنديين حيث هجم على جناوة فاضطر الشيخ كايد بن حيدر الانسحاب إلى جزيرة خارك وقام ايضاً بنهب دشتستان وكذلك قافلتين قادمتين من شيراز لـ بوشهر وحاول الاعتداء على بوشهر عن طريق البحر ولكن تم اسر رجاله والاستيلاء على سفنه من قبل رجال بوشهر.