منتديات غورزه | الغويرزه
اذا كنت غير مسجل في المنتدى برجاء قم بالتسجيل او بتسجيل الدخول حتى تتمكن من المشاركه
معنا في منتديات غورزه

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات غورزه | الغويرزه
اذا كنت غير مسجل في المنتدى برجاء قم بالتسجيل او بتسجيل الدخول حتى تتمكن من المشاركه
معنا في منتديات غورزه
منتديات غورزه | الغويرزه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
المواضيع الأخيرة
» قصة مكان : بندر " قلعات "
البراحة لفظ مشهور في الخليج العربي جمعه  : برايح يطلق فى  المناطق القديمة على الساحة الواسعة بين المنازل Emptyالأحد أبريل 01, 2018 6:08 pm من طرف بوشقرة البحرين

» آل مشاري من القصيم الى بر فارس
البراحة لفظ مشهور في الخليج العربي جمعه  : برايح يطلق فى  المناطق القديمة على الساحة الواسعة بين المنازل Emptyالأحد مارس 04, 2018 4:29 am من طرف بوشقرة البحرين

» معاني أسماء القرى العربية في الساحل الشرقي
البراحة لفظ مشهور في الخليج العربي جمعه  : برايح يطلق فى  المناطق القديمة على الساحة الواسعة بين المنازل Emptyالخميس أكتوبر 05, 2017 4:42 pm من طرف بوشقرة البحرين

» قصة سفينة الريان القطرية
البراحة لفظ مشهور في الخليج العربي جمعه  : برايح يطلق فى  المناطق القديمة على الساحة الواسعة بين المنازل Emptyالخميس أكتوبر 05, 2017 4:34 pm من طرف بوشقرة البحرين

» فريج العمامرة في مدينة المحرق
البراحة لفظ مشهور في الخليج العربي جمعه  : برايح يطلق فى  المناطق القديمة على الساحة الواسعة بين المنازل Emptyالثلاثاء سبتمبر 12, 2017 1:29 pm من طرف بوشقرة البحرين

» عائلة فخرو وعائلة فخر ي وعائلة الصوفي وعائلة احمدى والهيل
البراحة لفظ مشهور في الخليج العربي جمعه  : برايح يطلق فى  المناطق القديمة على الساحة الواسعة بين المنازل Emptyالثلاثاء يونيو 27, 2017 7:39 pm من طرف بوشقرة البحرين

» فريج المري ..بمدينة المحرق بمملكة البحرين
البراحة لفظ مشهور في الخليج العربي جمعه  : برايح يطلق فى  المناطق القديمة على الساحة الواسعة بين المنازل Emptyالثلاثاء يونيو 27, 2017 7:36 pm من طرف بوشقرة البحرين

» عيدكم مبارك
البراحة لفظ مشهور في الخليج العربي جمعه  : برايح يطلق فى  المناطق القديمة على الساحة الواسعة بين المنازل Emptyالثلاثاء يونيو 27, 2017 7:32 pm من طرف بوشقرة البحرين

» كل عام و انتم بخير
البراحة لفظ مشهور في الخليج العربي جمعه  : برايح يطلق فى  المناطق القديمة على الساحة الواسعة بين المنازل Emptyالسبت سبتمبر 10, 2016 1:47 pm من طرف بوشقرة البحرين

» عيدكم مبارك وعساكم من عوادة
البراحة لفظ مشهور في الخليج العربي جمعه  : برايح يطلق فى  المناطق القديمة على الساحة الواسعة بين المنازل Emptyالأربعاء يونيو 29, 2016 7:02 pm من طرف بوشقرة البحرين

» بناء المساجد القديمة في دول الخليج وساحل فارس
البراحة لفظ مشهور في الخليج العربي جمعه  : برايح يطلق فى  المناطق القديمة على الساحة الواسعة بين المنازل Emptyالأربعاء يونيو 29, 2016 6:12 pm من طرف بوشقرة البحرين

» جزيرة ألساية : وأسم الساية قد يكون مشتق من اللغة الفارسية كحال بعض بعض مناطق البحرين ف ال ساية بالفارسية تعني الظل والذى يظهر ويختفي في أوقات معينة
البراحة لفظ مشهور في الخليج العربي جمعه  : برايح يطلق فى  المناطق القديمة على الساحة الواسعة بين المنازل Emptyالأربعاء يونيو 29, 2016 5:07 pm من طرف بوشقرة البحرين

دخول

لقد نسيت كلمة السر

بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم


البراحة لفظ مشهور في الخليج العربي جمعه : برايح يطلق فى المناطق القديمة على الساحة الواسعة بين المنازل

اذهب الى الأسفل

البراحة لفظ مشهور في الخليج العربي جمعه  : برايح يطلق فى  المناطق القديمة على الساحة الواسعة بين المنازل Empty البراحة لفظ مشهور في الخليج العربي جمعه : برايح يطلق فى المناطق القديمة على الساحة الواسعة بين المنازل

مُساهمة من طرف بوشقرة البحرين الإثنين نوفمبر 23, 2015 3:02 pm

البراحة لفظ مشهور في الخليج العربي جمعه  : برايح يطلق فى  المناطق القديمة على الساحة الواسعة بين المنازل


البراحة  لفظ مشهور جمعه: برايح، يطلق في الكويت القديمة والبحرين القديمة على الساحة الواسعة بين المنازل، فهي مجال للتنفيس عن ضيق تلك المنازل التي كانت في ذلك الزمان صغيرة الحجم وكان الصغار والكبار يستفيدون من سعة البراحة. وأنا أتذكر جيدا البراحة الواقعة أمام مقر شاوي اظبية في فريج الشاوي بحي القبلة. فقد كانت براحة واسعة في زاوية منها (العاير) يجلس عدد من الرجال في فترة ما بعد صلاة العصر فيتحدثون فيما بينهم إلى أن يحين موعد صلاة المغرب فينصرفون إلى المسجد من أجل الصلاة، وكل هؤلاء من رجال الفريج، وفي البراحة يلعب الأولاد كما تلعب الفتيات، وعند وصول الأغنام إلى موقع تجمعها (الجاخور) نرى عددا من الصغار في انتظار أغنام أهلهم، حتى إذا وصلت استلموها وذهبوا بها كل إلى منزله.
وفي طرف البراحة التي أطلق عليها اسم: براحة الشاوي (شاوي اظبيَّة) من جهة الغرب أرض فضاء واسعة في شبه زاوية فيها عدد من المنازل اختير أحدها لكي يكون مقرا لمستوصف أقامته دائرة الصحة العامة في هذا المكان. وفي الأعياد كانت تنصب في هذه الساحة ألعاب العيد كالأراجيح وغيرها من أجل امتاع الصغار في الأيام السعيدة.
اسم البراحة مأخوذ من لفظ (البراح) الفصيح، وفي مادة (برح) ذكر ابن منظور صاحب لسان العرب ما يقربنا إلى الاسم العربي لكلمة (براحة)، فهو يقول: «البراح: المتَّسع من الأرض». وفي لهجتنا نطلق اسم البراحة على الأرض المتسعة بين البيوت، فكأنَّ البراح بالفصحى يتساوى مع معنى البراحة في العامية، وينوب عنها.
والوصف الذي ذكرنا آنفا لبراحة الشاوي، يكاد ينطبق على كل البرايح في الكويت، مع اختلاف يسبر في بعضها كأن نرى في أحداها دكانا ليقال يرتاده الأهالي لشراء حاجاتهم العاجلة، كما يرتاده الأطفال لشراء الحلويات والمكسرات.
٭٭٭
ذكر الأستاذ سيف مرزوق الشملان البرايح، كما ذكر الفرجان فقال: إن البرايح هي الساحات، وذكر أن لفظها قديم في الفصحى. ثم قال: «وفي البرايح تقام حفلات الغناء، ورقصة العرضة ونحوها، وكذلك يلعب فيها الأطفال، ويجلس فيها كبار السن، كما توضع فيها الأراجيح للأطفال في أيام العيد. وللبراحة ذكريات محببة في الكويت، تشتاقها النفوس. وكان لها شأن في ذلك الوقت.
وبعد أن انتهى من ذلك أورد أسماء عدد من البرايح وصل بها إلى الرقم التاسع عشر، وهي كما وردت عنده:
-1 براحة مبارك.
-2 براحة السبعان.
-3 براحة الماص.
-4 براحة الدبوس.
-5 براحة امجيبل.
-6 براحة حمود الناصر البدر.
-7 براحة الرندي.
-8 براحة اظبية.
-9 براحة الشيوخ.
-10 براحة العوازم.
-11 براحة القروية.
-12 براحة ابن شرف.
-13 براحة اطبيِّح.
-14 براحة البحارنة.
-15 براحة الفوادرة.
-16 براحة ابن شريم.
-17 براحة ابن حسن.
-18 براحة عسق.
-19 براحة القناعات.

أما في البحرين فهناك في مدينة المحرق
1- براحة بن عجلان
2- براحة بن غتم
3- براحة الشيخ عبدالله
4- براحة الشيخ حمد
وعندما انتهى من ذكر هذه البرايح، أكد أن ما ورد ذكره إنما هو المشهور منها، وقال: «وربما توجد برايح غيرها لم أذكرها لأنها ليست مهمة».
ولكنه لم يذكر براحة من بحر وهي من البرايح المهمة والمشهورة في الكويت، صحيح أنه ذكر براحة السبعان، ولكن ذكرها لا يغني عن ذكر البراحة التي تفرعت منها كما سوف يبدو في حديثنا بعد ذلك.
هذه معلومات عامة عن البرايح الكويتية، وليس لدينا أكثر من ذلك لكي نقدمه فيتبين القارئ المزيد من العمل بهذا النوع من أنواع التقسيمات السكنية القديمة في البلاد. وهنا نرى أنه لابد من تقديم نماذج للبرايح نذكر فيها اسمها وموقعها وتميزها عن غيرها. وسوف يكون حديثنا عن أربع برايح اخترناها من ضمن عدد كبير، واعتبرناها دليلاً على ما نريد، وهذه البرايح الأربع المختار هي:
-1 براحة ابن بحر.
-2 براحة بو زبر.
-3 براحة بو ياسين.
-4 براحة الرندي.
ومن الملاحظ أن هذه النماذج موزعة على أقسام العاصمة كلها بحيث تدل كل براحة منها على موقعها.
أولاً: براحة ابن بحر وبراحة السبعان.
امتد شارع عبدالله السالم (الشارع الجديد سابقاً) من منطقة الصفاة إلى البحر، وفي منتصفه على يمين المتجه إلى الشمال ساحة كبيرة كان يطلق عليها اسم براحة السبعان نسبة إلى جماعة من قبيلة سبيع سكنوا في ذلك المكان قديماً وبنوا بيوتهم حول الساحة، فأطلق اسمهم عليها. وبعد ذلك بني مسجد البحر في وسط هذه الساحة الكبيرة، بناه المرحوم عبدالرحمن بن بحر في سنة 1907م.
فكان أن قسم المسجد البراحة إلى قسمين احتفظ القسم الشمالي باسمه (براحة السبعان) وسمي القسم الجنوبي براحة مسجد ابن بحر نسبة إلى المسجد، ثم قيل براحة ابن البحر. ومن الجدير بالذكر أن سور الكويت الثاني كان يأتي من الشرق ماراً بهذه البراحة، وفي الستينيات بني في شمالي سوق الخضرة موضع جديد لسوق اللحم، وقد اضطر العاملون في بنائه إلى الحفر من أجل وضع الأساس، وخلال الحفر برزت بقايا السور المذكور، حدثني المرحوم عبداللطيف عبدالرزاق الديين أنه رآها؛ أطلعه عليها الخال إبراهيم سليمان الجراح.
وكان الحائط الغربي للمسجد فيما بعد صلاة العصر موقعاً تجلس فيه نساء من بائعات الحلويات المصنوعة من السمسم (سمسمية)، والقواقع المطبوخة التي تسمى حُوَّيت، وبعض الخضراوات الورقية، يحيط بهن عدد من الأولاد يبيعون طيورهم التي اصطادوها طيلة النهار وأتوا بها بالكاشونات التي وصفنا هيئتها فيما سبق.
وفي هذه الفترة اختفت براحة السبعان أو على الأصح ما بقي منها خلف المباني التي نشأت فيما بعد، وقامت براحة ابن بحر بالدور كلِّه، وصارت معروفة إلى يومنا هذا.
واستكمالاً لحديثنا عن براحة ابن بحر فإننا نقول:
نجد أمام براحة ابن بحر التي تحدثنا عنها من جهة الغرب عدداً من الدكاكين المصطفة تميزت ببيع الفواكه المستوردة من الهند خاصة، لذا فهي تبيع المانجو والموز وغيرهما، تأتي كلها بواسطة السفن في صناديق خشبية، وعندما تفتح تكون الفاكهة محاطة بالقش من أجل حفظها من التلف بسبب طول المدة التي ينبغي مرورها قبل وصولها إلى أفواه الآكلين.
ومن بداية الساحة إلى سوق الخضرة تمتد على اليمين عدة دكاكين منها دكان شعيب العلي ودكان عبدالرحمن السالم وغيرهما، أما على اليسار فلا يوجد إلا المسجد الذي أخذ بناؤه كامل المساحة مع وجود طريق خلفه فيه الباب الرئيسي، وأمامه بعض المحلات التي يباع فيها البيض وبعض الخضراوات.
وجدير بالذكر أن الطريق الموصل من عند شارع الغربللي إلى شمالي الشارع الجديد يختلف اليوم اختلافاً كبيراً عما كان عليه في السَّابق، فقد نشأ مشروع ضخم أعاد بناء السوق الأبيض وسوق الخضرة، ونظم براحة بن بحر وما حولها وأبقى على بعض الدكاكين المطلة على الشارع، ثم نَمُرُّ بالبراحة شمالاً لكي نشاهد أن هذا المكان جدير بأن يزار، وأن يكون مركز تسلية في وقت ندرت فيه في البلاد مراكز التسلية الأخرى.
ولا بأس من الحديث عن براحة السبعان وبراحة ابن بحر بصفتهما المشتركة بين الاسمين، وهي تقع في المدخل الغربي لسوق الخضرة، ولسعتها فقد كانت مقراً لبيع الخضار والفواكه بالجملة، وفي الزمان القديم كانت الإبل تجلب إليها منتجات الجهراء والقصور (الفنطاس وأبوحليفة والفحيحيل وما جاورها)، ثم صارت السيارات هي التي تقوم بهذه المهمة، وكانت أنواع مبيعات هذه البراحة قليلة وفيها الرقي والبطيخ والطروح وغيرها، ثم صارت تضاف إلى هذه المعروضات بعض منتجات الدول المجاورة، وبخاصة عند موسم الرطب والعنب.
ومن هذه البراحة يشتري أصحاب المحلات بضائعهم جملة، ثم يبيعونها تفاريق. كما يشتري بعض الأهالي عند المساء ما تبقى من تلك البضائع التي كانت معروضة في البراحة في الصباح. فتكون أسعارها المسائية أرخص.
وبعد فإن هذه المنطقة من أكثر مناطق العاصمة الكويتية حيوية فهي في قلب السوق، وهي التي تمد الناس بما يحتاجون إليه من فواكه وخضار، وأنواع البقالة، ولا يزال سوق الخضرة يؤدي دوره إلى هذا اليوم.

ثانياً: براحة بو زبر

في أواخر الاربعينيات كنت وأخي الدكتور مرزوق مع عدد ممن كانوا في سننا نتلقى دراستنا الصيفية في مدرسة الشيخ محمد ملا صالح العدساني، وذلك بعد أن تبدأ عطلة نهاية السنة الدراسية، ويتوقف الدرس في مدرستنا النظامية وهي المدرسة الأحمدية. وتحدثت كثيرا عن مدرسة العدساني، وذكرت رحلتنا اليومية إليها، وما كان يمليه علينا شيخنا من دروس، وما يُقرئنا من سور القرآن الكريم.
الطريق من فريج الشاوي حيث نسكن إلى هذه المدرسة طريق طويل ومتعرج، يمر بعدد من الفرجان أولها فريج السبت وفي المنتصف فريج الغنيم، ثم نمر بعدد من الطرق إلى المدرسة وفي هذه الطرق نجد: براحة بوزبر، وهذه البراحة من البرايح المشهورة قديما، وكان ذكرها يتردد على ألسنة سكانها القدماء وألسنة السكان المجاورين لها. وهي كغيرها تتكون من ساحة واسعة نسبيا تطل عليها أبواب المنازل المحيطة بها. وفي هذه الساحة يلعب الصغار مساء، ويلتقي الكبار على أحد أطرافها يتحدثون ويمضون الوقت إلى أن يحين وقت صلاة المغرب، فيتجهون إلى المسجد من أجل الصلاة.
أعرف اليوم عددا من أبناء هذه البراحة، وهم في الحقيقة من أحفاد أبنائها ومنهم الأخ العزيز الأستاذ عبدالرحمن بوزبر وولده العزيز الدكتور محمد، والأخ السفير أحمد عبدالله بوزبر والسيد ابراهيم علي بوزبر.
وقد ورد ذكر هذه البراحة في كتاب الأخ العزيز جاسم بن سلامة، وهو كتاب مهم أشرنا إليه كثيرا في موضوعات «الأزمنة والأمكنة»، وقد أثبتت رسماً يبين موقعها سوف نضع تصويرا له هنا، وبملاحظة هذا الرسم نجد ما يلي:
1 – أهمية براحة بوزبر من حيث موقعها، وترابطها مع غيرها من الأماكن والسكك المحيطة بها.
2 – ارتباط هذه البراحة بسكة غنيم التي تأتي من الشمال إلى الجنوب مارَّة ببيت الغنيم الذي يقع فوق تل على يسار المتجه إلى الجنوب، فبعد سور هذا البيت تأتي براحة بوزبر. يقول أبومحمد: «فما إن يقطع السائر (إلى الجنوب) عددا من الأمتار حتى يجد نفسه في ساحة تسمى «بـراحة بوزبر» نسبة إلى أسرة أبوزبر الكويتية، ويوجد لهذه البراحة مدخل ثانٍ على السيف، تمثله سكة بوزبر، وتتفرغ من هذه البراحة عدة سكك تؤدي إلى أماكن مختلفة في المنطقة المحيطة بها. هذا وقد دخلت براحة بوزبر شارع عبدالله السالم بعد إنشائه وإدخال عدد من العقارات إليه».
إذن فإن من الجدير بنا أن نذكر براحة بوزبر وأهلها لما تمثله من تاريخٍ عاشه أهلنا على تراثها. ولأنها جزء مهم من كويت الماضي الذي ينبغي ألا ننساه.

ثالثا: براحة بوياسين
تقع هذه البراحة في غربي العاصمة (منطقة القبلة)، وقد رسمها الشاعر عبداللطيف عبدالرزاق الديين في الخريطة التي صنعها للكويت القديمة، وذكر فيها كثيراً من الأمكنة.
وقد أوضح أن براحة بوياسين تقع على خط متصل من الشمال بدءا ببيت الغانم، ثم من خلف هذا البيت تأتي مقبرة الرشايدة، وهي مقبرة دارسة منذ زمن قديم، وبعدها جنوباً تقع البراحة المقصودة.
هذا وكانت مدرسة عمر بن الخطاب المتوسطة التي أزيلت حالياً بجوار بيت الثنيان الذي أشرنا إليه.
ولما كانت هذه البراحة من المواضع المهمة التي ينبغي أن يُشار إليها ضمن مقالنا هذا، فإنني بحثت عن مصدر يفيدني بمعلومات عنها. فاهتديت إلى خير من يدلني على ما أريد معرفته عنها، وهذا هو أخي الأستاذ جمعة محمد علي ياسين، لأنه ابن تلك المنطقة، وهو – أيضاً – على صلة عائلية وثيقة بالشخص الذي سمِّيت باسمه هذه البراحة، حتى لقد قال عنه: إنه جدنا الأكبر. ومن أجل ذلك فقد لجأت إليه طالباً منه أن يمدني بمعلومات مفيدة في هذا الشأن، ولم يتأخر عن ذلك، فأمدني – مشكورا – بمعلومات كاملة هي كل ما أحتاج إليه في هذا المجال. وكان فيما كتبه ما يلي:
«تقع براحة بوياسين، نسبة لجدي والد أبي محمد علي ياسين رحمة الله عليهم، في الحي القبلي لمدينة الكويت القديمة حيث يحد هذه البراحة من الشمال الشرقي بيوت ثنيان وعبداللطيف ثنيان الغانم وبيوت حسين علي السبتي ومحمد خلف السبتي. ويحدها من الشمال الغربي بيوت المطر وبيوت عبداللطيف وعبدالوهاب وعيسى العثمان (النواخذة) كما يحدها أيضا بيت العبدالجليل وبيت عبدالرحمن الفرحان وبيت عثمان العصفور. أما من الناحية الجنوبية شرقا فيحدها بيت الشيخ عبدالعزيز قاسم حمادة وإخوانه وبيت عبدالله الوكيل وبيت عيدان وبيت عبدالكريم يونس الياسين. أما من الناحية الجنوبية غرباً فيحدها بيت الملا عيسى الشرف الذي كان يعالج من أصابته الفريالة أثناء السباحة في السيف عند الجزر وفي القرب من هذه البراحة مدرسة ملا محمد الأهلية لتعليم القرآن الكريم وكذلك يوجد دكان رمضان والله تعالى أعلم.

جمعة محمد علي الياسين أبو وائل
16 شوال 1435هـ
12 أغسطس 2014م

وإذا رجعنا إلى وصفنا للبرايح بشكل عام، ثم اطلعنا على ما كتبه الأستاذ جمعة ياسين فإننا نجد وصفه متطابقاً من حيث إن البراحة أرض متسعة بين المساكن، ثم إنه يضيف إلى ذلك ذكر البيوت المحيطة بهذه البراحة المقصودة وهي براحة بوياسين، حتى ولو كانت تبعد قليلاً عنها. وهذا الوصف الذي أتى به إلينا مفيد من حيث إحاطته بالبراحة وما حولها من مساكن.
لقد اهتم الأخ أبو وائل بهذا الأمر، وقدم بحثاً جيداً حول موضوع براحة بوياسين لا يستطيع أن يقدمه إلا واحد مثله، خلق للبحث والمتابعة.
رابعاً: براحة الرندي
تتصف هذه البراحة بكامل الصفات التي سبق لنا ذكرها عن البرايح. وهي واقعة في منطقة المرقاب وهذه المنطقة تضم عدداً آخر من الفرجان والبرايح، وقد ازداد عدد سكانها مع مرور الزمن، مع العلم بأنها منطقة نشأت في وقت لاحق لنشأة المناطق الثلاث المعروفة من العاصمة وهي الشرق والوسط والقبلة.
وفي المرقاب عدد من المدارس الحديثة انتهى اليوم عملها بسبب انتقال السكان من المنطقة. وفيها أكثر من مسجد أبرزها مسجد الحمد. وهي تضم اليوم عدداً من المؤسسات الحكومية نذكر منها مجمع الوزارات الذي استولى على قسم كبير من أرض المرقاب.
أسرة الرندي من الأسر الكبيرة التي كانت تسكن في حي المرقاب منذ بداية نشأته، وقد ارتبط اسمها بالفرقة الكويتية للفنون الشعبية التي سميت: فرقة الرندي، وهي فرقة عريقة نشأت منذ عهد الشيخ مبارك الصباح (1896م – 1915م) وقد انشأ الفرقة سليمان المساعيد الرندي حين كان مرافقاً للشيخ مبارك، وقد مر نشاط هذه الفرقة بأطوار عديدة، وكان المسؤول عنها في فترة من الزمن بعد سليمان الرندي ابنه عبدالعزيز، وهو رجل شهم محب للوطن سريع الاستجابة إلى التعبير عن ذلك بواسطة فرقته المشهورة التي كانت تؤدي دورها منذ زمن طويل في كافة المناسبات وبخاصة في الأعياد وذلك في ساحة الصفاة أمام دائرة الشرطة حيث يحضرها عادة أمير البلاد والشيوخ وكبار القوم، وجمهور غفير من المواطنين.
كان سليمان الرندي وأسرته من سكان منطقة الصيهد المتاخمة لشارع فهد السالم الذي كنا نسميه شارع الجهراء وقد سميت المنطقة فيما بعد باسم: الصالحية.
انتقل هذا الرجل بأسرته إلى منطقة المرقاب، وسميت البراحة باسمهم لأن مسكنهم الذي يضم الأسرة بكاملها كجاري العادة قديماً يطل على تلك البراحة. وبعد فترة انتقلت الأسرة إلى منطقة خيطان، وقد عرفت الأخ عبدالعزيز رحمه الله، وهو يسكن في هذه المنطقة، ولا يزال منزل أسرته ومقر فرقة الرندي هناك.
هذه صورة عابرة لبراحة الرندي في المرقاب.
٭٭٭
ومما يجدر بنا ذكره هنا النشيد الذي كتبه الدكتور الشاعر عبدالله العتيبي، ولحنه الفنان غنام الديكان، وجاء ضمن أوبريت «حديث السور» وهو أوبريت وطني قُدم في اليوم الخامس والعشرين من شهر فبراير لسنة 1988م بمناسبة ذكرى العيد الوطني. شارك في تقديمه إلى جانب شادي الخليج طلاب وطالبات المدارس. وهو يتحدث عن الكويت بصفة عامة في خمس لوحات عامرة بالموسيقى محتوية على الايقاعات الكويتية المعروفة كالصوت والتوشيحة والسامري على إيقاع الدوسري.
وبدايتها:
كويت يا كويت
يا خُطوة تجاسرت على المحال
كويت يا كويت
يا غاية بمثلها لم يحلم الخيال
يا ديرة المحبة
والأهل والأحبَّه
يا شاطئ الحنان
ونحن نذكر هذا الحديث الشعري الذي أدلى به الشاعر عن سور الكويت وأبدع في تلحينه وغنائه فنانٌ من كبار فناني الكويت يشاركهما أبناؤهما من الطلاب وبناتهما من الطالبات، نذكره لأنه يحتوي على فقرة مهمة فيه، تدلنا على بعض ما تناولناه في مقالنا هذا. يقول عن «ديرة الجدود»:
عزيزة… عزيزة…
لأنها عزيزة تصُونها الجوارحْ
تزاحمت من حولها الفرجان والبرايحْ
لأجلها قد فاضت البيوت بالرجالِ
وشمَّرت سواعدٌ بالعز والمعالي
وصوت المنادي
بالحَضَر والبوادي
وهنا نرى الشاعر العتيبي وهو يتحدث عن الديرة التي يحبها والوطن العزيز الذي يعيش في ظله ولا ينسى مكونات البلاد من فرجان وبرايح، فيقدم من خلال ذلك صورة بديعة صورها بفنه الجميل، وتحدث خلالها عن مختلف جوانب الحياة التي يعيشها المواطن بكل ما فيه من عشق لبلاده.
٭٭٭
وكما تحدثنا عن الفرجان في فن الأستاذ الفنان أيوب حسين، فإننا نتحدث عن البرايح في فَنِّه، فهو كما سبق أن قلنا عنه لم يترك شيئاً من تراثنا القديم إلا وسجَّلَه بريشته ومن ذلك:
-1 براحة مبارك.
-2 براحة الدبوس.
لقد رسم هذا الفنان المبدع البراحة الأولى المذكورة هنا وهي تمثل براحة مبارك، ووصفها وفقا لمشاهدته ووفقا لما جاء في اللوحة فقال عنها إنها مكان فسيح تحيط به المنازل التي يسكنها الأهالي، ويجلسون في إحدى نواحيها لكي يتبادلوا الأحاديث، والألعاب المختلفة وقد ذكر أنها سميت بهذا الاسم نسبة إلى الشيخ مبارك الخليفة وهو من شيوخ البحرين وقد تأكد ذلك مما كتبه الأستاذ سيف الشملان.
نرى في اللوحة رقم (2) ساحة واسعة ودكاناً معرَّشاً وإلى جانب دكانين آخرين.
وعندما أثبتت اللوحة رقم (1) لبراحة مبارك قال إن هذه البراحة مشهورة جداً في الكويت القديمة. وأن الاحتفالات تقام على ساحتها في شتى المناسبات التي يتجمهر حولها الناس وقد رسم هذه اللوحة من جانب آخر يختلف عن الجانب الذي بدا في لوحة براحة مبارك رقم (2). وهنا نرى دكاناً آخر في زاوية ونرى مخبز التنور المعتاد وأكثر من دكان آخر، ونرى امرأة تبيع الباجلَّة وقد جلست في إحدى الزوايا.
من الواضح أن براحة مبارك واسعة إذا قارناها بغيرها بدليل الدكاكين التي فيها.
هذا وكان مقرها بالقرب من مسجد الدولة الحالي.
ومن البرايح التي رسمها الأستاذ الفنان أيوب حسين براحة الدبوس، وهذه البراحة صغيرة بالنسبة إلى غيرها ولكنها معروفة منذ نشأت في وسط المدينة. ونحن لا نرى فيها محلات للبيع أو مواقع للجلوس كغيرها. ولكن اسمها باقٍ في ذاكرة الناس إلى اليوم، وبخاصة وأنها مسماة على اسم منشئها من أفراد عائلة الدبوس الكرام.
٭٭٭
هذا بيان عن بعض برايح الكويت، وما فيها من مبانٍ وأماكن يرتادها الناس. وما قدمناه فيه الكفاية.

البراحة لفظ مشهور جمعه: برايح، يطلق في الكويت القديمة على الساحة الواسعة بين المنازل، فهي مجال للتنفيس عن ضيق تلك المنازل التي كانت في ذلك الزمان صغيرة الحجم وكان الصغار والكبار يستفيدون من سعة البراحة. وأنا أتذكر جيدا البراحة الواقعة أمام مقر شاوي اظبية في فريج الشاوي بحي القبلة. فقد كانت براحة واسعة في زاوية منها (العاير) يجلس عدد من الرجال في فترة ما بعد صلاة العصر فيتحدثون فيما بينهم إلى أن يحين موعد صلاة المغرب فينصرفون إلى المسجد من أجل الصلاة، وكل هؤلاء من رجال الفريج، وفي البراحة يلعب الأولاد كما تلعب الفتيات، وعند وصول الأغنام إلى موقع تجمعها (الجاخور) نرى عددا من الصغار في انتظار أغنام أهلهم، حتى إذا وصلت استلموها وذهبوا بها كل إلى منزله.
وفي طرف البراحة التي أطلق عليها اسم: براحة الشاوي (شاوي اظبيَّة) من جهة الغرب أرض فضاء واسعة في شبه زاوية فيها عدد من المنازل اختير أحدها لكي يكون مقرا لمستوصف أقامته دائرة الصحة العامة في هذا المكان. وفي الأعياد كانت تنصب في هذه الساحة ألعاب العيد كالأراجيح وغيرها من أجل امتاع الصغار في الأيام السعيدة.
اسم البراحة مأخوذ من لفظ (البراح) الفصيح، وفي مادة (برح) ذكر ابن منظور صاحب لسان العرب ما يقربنا إلى الاسم العربي لكلمة (براحة)، فهو يقول: «البراح: المتَّسع من الأرض». وفي لهجتنا نطلق اسم البراحة على الأرض المتسعة بين البيوت، فكأنَّ البراح بالفصحى يتساوى مع معنى البراحة في العامية، وينوب عنها.
والوصف الذي ذكرنا آنفا لبراحة الشاوي، يكاد ينطبق على كل البرايح في الكويت، مع اختلاف يسبر في بعضها كأن نرى في أحداها دكانا ليقال يرتاده الأهالي لشراء حاجاتهم العاجلة، كما يرتاده الأطفال لشراء الحلويات والمكسرات.
٭٭٭
ذكر الأستاذ سيف مرزوق الشملان البرايح، كما ذكر الفرجان فقال: إن البرايح هي الساحات، وذكر أن لفظها قديم في الفصحى. ثم قال: «وفي البرايح تقام حفلات الغناء، ورقصة العرضة ونحوها، وكذلك يلعب فيها الأطفال، ويجلس فيها كبار السن، كما توضع فيها الأراجيح للأطفال في أيام العيد. وللبراحة ذكريات محببة في الكويت، تشتاقها النفوس. وكان لها شأن في ذلك الوقت.
وبعد أن انتهى من ذلك أورد أسماء عدد من البرايح وصل بها إلى الرقم التاسع عشر، وهي كما وردت عنده:
-1 براحة مبارك.
-2 براحة السبعان.
-3 براحة الماص.
-4 براحة الدبوس.
-5 براحة امجيبل.
-6 براحة حمود الناصر البدر.
-7 براحة الرندي.
-8 براحة اظبية.
-9 براحة الشيوخ.
-10 براحة العوازم.
-11 براحة القروية.
-12 براحة ابن شرف.
-13 براحة اطبيِّح.
-14 براحة البحارنة.
-15 براحة الفوادرة.
-16 براحة ابن شريم.
-17 براحة ابن حسن.
-18 براحة عسق.
-19 براحة القناعات.
وعندما انتهى من ذكر هذه البرايح، أكد أن ما ورد ذكره إنما هو المشهور منها، وقال: «وربما توجد برايح غيرها لم أذكرها لأنها ليست مهمة».
ولكنه لم يذكر براحة من بحر وهي من البرايح المهمة والمشهورة في الكويت، صحيح أنه ذكر براحة السبعان، ولكن ذكرها لا يغني عن ذكر البراحة التي تفرعت منها كما سوف يبدو في حديثنا بعد ذلك.
هذه معلومات عامة عن البرايح الكويتية، وليس لدينا أكثر من ذلك لكي نقدمه فيتبين القارئ المزيد من العمل بهذا النوع من أنواع التقسيمات السكنية القديمة في البلاد. وهنا نرى أنه لابد من تقديم نماذج للبرايح نذكر فيها اسمها وموقعها وتميزها عن غيرها. وسوف يكون حديثنا عن أربع برايح اخترناها من ضمن عدد كبير، واعتبرناها دليلاً على ما نريد، وهذه البرايح الأربع المختار هي:
-1 براحة ابن بحر.
-2 براحة بو زبر.
-3 براحة بو ياسين.
-4 براحة الرندي.
ومن الملاحظ أن هذه النماذج موزعة على أقسام العاصمة كلها بحيث تدل كل براحة منها على موقعها.
أولاً: براحة ابن بحر وبراحة السبعان.
امتد شارع عبدالله السالم (الشارع الجديد سابقاً) من منطقة الصفاة إلى البحر، وفي منتصفه على يمين المتجه إلى الشمال ساحة كبيرة كان يطلق عليها اسم براحة السبعان نسبة إلى جماعة من قبيلة سبيع سكنوا في ذلك المكان قديماً وبنوا بيوتهم حول الساحة، فأطلق اسمهم عليها. وبعد ذلك بني مسجد البحر في وسط هذه الساحة الكبيرة، بناه المرحوم عبدالرحمن بن بحر في سنة 1907م.
فكان أن قسم المسجد البراحة إلى قسمين احتفظ القسم الشمالي باسمه (براحة السبعان) وسمي القسم الجنوبي براحة مسجد ابن بحر نسبة إلى المسجد، ثم قيل براحة ابن البحر. ومن الجدير بالذكر أن سور الكويت الثاني كان يأتي من الشرق ماراً بهذه البراحة، وفي الستينيات بني في شمالي سوق الخضرة موضع جديد لسوق اللحم، وقد اضطر العاملون في بنائه إلى الحفر من أجل وضع الأساس، وخلال الحفر برزت بقايا السور المذكور، حدثني المرحوم عبداللطيف عبدالرزاق الديين أنه رآها؛ أطلعه عليها الخال إبراهيم سليمان الجراح.
وكان الحائط الغربي للمسجد فيما بعد صلاة العصر موقعاً تجلس فيه نساء من بائعات الحلويات المصنوعة من السمسم (سمسمية)، والقواقع المطبوخة التي تسمى حُوَّيت، وبعض الخضراوات الورقية، يحيط بهن عدد من الأولاد يبيعون طيورهم التي اصطادوها طيلة النهار وأتوا بها بالكاشونات التي وصفنا هيئتها فيما سبق.
وفي هذه الفترة اختفت براحة السبعان أو على الأصح ما بقي منها خلف المباني التي نشأت فيما بعد، وقامت براحة ابن بحر بالدور كلِّه، وصارت معروفة إلى يومنا هذا.
واستكمالاً لحديثنا عن براحة ابن بحر فإننا نقول:
نجد أمام براحة ابن بحر التي تحدثنا عنها من جهة الغرب عدداً من الدكاكين المصطفة تميزت ببيع الفواكه المستوردة من الهند خاصة، لذا فهي تبيع المانجو والموز وغيرهما، تأتي كلها بواسطة السفن في صناديق خشبية، وعندما تفتح تكون الفاكهة محاطة بالقش من أجل حفظها من التلف بسبب طول المدة التي ينبغي مرورها قبل وصولها إلى أفواه الآكلين.
ومن بداية الساحة إلى سوق الخضرة تمتد على اليمين عدة دكاكين منها دكان شعيب العلي ودكان عبدالرحمن السالم وغيرهما، أما على اليسار فلا يوجد إلا المسجد الذي أخذ بناؤه كامل المساحة مع وجود طريق خلفه فيه الباب الرئيسي، وأمامه بعض المحلات التي يباع فيها البيض وبعض الخضراوات.
وجدير بالذكر أن الطريق الموصل من عند شارع الغربللي إلى شمالي الشارع الجديد يختلف اليوم اختلافاً كبيراً عما كان عليه في السَّابق، فقد نشأ مشروع ضخم أعاد بناء السوق الأبيض وسوق الخضرة، ونظم براحة بن بحر وما حولها وأبقى على بعض الدكاكين المطلة على الشارع، ثم نَمُرُّ بالبراحة شمالاً لكي نشاهد أن هذا المكان جدير بأن يزار، وأن يكون مركز تسلية في وقت ندرت فيه في البلاد مراكز التسلية الأخرى.
ولا بأس من الحديث عن براحة السبعان وبراحة ابن بحر بصفتهما المشتركة بين الاسمين، وهي تقع في المدخل الغربي لسوق الخضرة، ولسعتها فقد كانت مقراً لبيع الخضار والفواكه بالجملة، وفي الزمان القديم كانت الإبل تجلب إليها منتجات الجهراء والقصور (الفنطاس وأبوحليفة والفحيحيل وما جاورها)، ثم صارت السيارات هي التي تقوم بهذه المهمة، وكانت أنواع مبيعات هذه البراحة قليلة وفيها الرقي والبطيخ والطروح وغيرها، ثم صارت تضاف إلى هذه المعروضات بعض منتجات الدول المجاورة، وبخاصة عند موسم الرطب والعنب.
ومن هذه البراحة يشتري أصحاب المحلات بضائعهم جملة، ثم يبيعونها تفاريق. كما يشتري بعض الأهالي عند المساء ما تبقى من تلك البضائع التي كانت معروضة في البراحة في الصباح. فتكون أسعارها المسائية أرخص.
وبعد فإن هذه المنطقة من أكثر مناطق العاصمة الكويتية حيوية فهي في قلب السوق، وهي التي تمد الناس بما يحتاجون إليه من فواكه وخضار، وأنواع البقالة، ولا يزال سوق الخضرة يؤدي دوره إلى هذا اليوم.

ثانياً: براحة بو زبر

في أواخر الاربعينيات كنت وأخي الدكتور مرزوق مع عدد ممن كانوا في سننا نتلقى دراستنا الصيفية في مدرسة الشيخ محمد ملا صالح العدساني، وذلك بعد أن تبدأ عطلة نهاية السنة الدراسية، ويتوقف الدرس في مدرستنا النظامية وهي المدرسة الأحمدية. وتحدثت كثيرا عن مدرسة العدساني، وذكرت رحلتنا اليومية إليها، وما كان يمليه علينا شيخنا من دروس، وما يُقرئنا من سور القرآن الكريم.
الطريق من فريج الشاوي حيث نسكن إلى هذه المدرسة طريق طويل ومتعرج، يمر بعدد من الفرجان أولها فريج السبت وفي المنتصف فريج الغنيم، ثم نمر بعدد من الطرق إلى المدرسة وفي هذه الطرق نجد: براحة بوزبر، وهذه البراحة من البرايح المشهورة قديما، وكان ذكرها يتردد على ألسنة سكانها القدماء وألسنة السكان المجاورين لها. وهي كغيرها تتكون من ساحة واسعة نسبيا تطل عليها أبواب المنازل المحيطة بها. وفي هذه الساحة يلعب الصغار مساء، ويلتقي الكبار على أحد أطرافها يتحدثون ويمضون الوقت إلى أن يحين وقت صلاة المغرب، فيتجهون إلى المسجد من أجل الصلاة.
أعرف اليوم عددا من أبناء هذه البراحة، وهم في الحقيقة من أحفاد أبنائها ومنهم الأخ العزيز الأستاذ عبدالرحمن بوزبر وولده العزيز الدكتور محمد، والأخ السفير أحمد عبدالله بوزبر والسيد ابراهيم علي بوزبر.
وقد ورد ذكر هذه البراحة في كتاب الأخ العزيز جاسم بن سلامة، وهو كتاب مهم أشرنا إليه كثيرا في موضوعات «الأزمنة والأمكنة»، وقد أثبتت رسماً يبين موقعها سوف نضع تصويرا له هنا، وبملاحظة هذا الرسم نجد ما يلي:
1 – أهمية براحة بوزبر من حيث موقعها، وترابطها مع غيرها من الأماكن والسكك المحيطة بها.
2 – ارتباط هذه البراحة بسكة غنيم التي تأتي من الشمال إلى الجنوب مارَّة ببيت الغنيم الذي يقع فوق تل على يسار المتجه إلى الجنوب، فبعد سور هذا البيت تأتي براحة بوزبر. يقول أبومحمد: «فما إن يقطع السائر (إلى الجنوب) عددا من الأمتار حتى يجد نفسه في ساحة تسمى «بـراحة بوزبر» نسبة إلى أسرة أبوزبر الكويتية، ويوجد لهذه البراحة مدخل ثانٍ على السيف، تمثله سكة بوزبر، وتتفرغ من هذه البراحة عدة سكك تؤدي إلى أماكن مختلفة في المنطقة المحيطة بها. هذا وقد دخلت براحة بوزبر شارع عبدالله السالم بعد إنشائه وإدخال عدد من العقارات إليه».
إذن فإن من الجدير بنا أن نذكر براحة بوزبر وأهلها لما تمثله من تاريخٍ عاشه أهلنا على تراثها. ولأنها جزء مهم من كويت الماضي الذي ينبغي ألا ننساه.

ثالثا: براحة بوياسين
تقع هذه البراحة في غربي العاصمة (منطقة القبلة)، وقد رسمها الشاعر عبداللطيف عبدالرزاق الديين في الخريطة التي صنعها للكويت القديمة، وذكر فيها كثيراً من الأمكنة.
وقد أوضح أن براحة بوياسين تقع على خط متصل من الشمال بدءا ببيت الغانم، ثم من خلف هذا البيت تأتي مقبرة الرشايدة، وهي مقبرة دارسة منذ زمن قديم، وبعدها جنوباً تقع البراحة المقصودة.
هذا وكانت مدرسة عمر بن الخطاب المتوسطة التي أزيلت حالياً بجوار بيت الثنيان الذي أشرنا إليه.
ولما كانت هذه البراحة من المواضع المهمة التي ينبغي أن يُشار إليها ضمن مقالنا هذا، فإنني بحثت عن مصدر يفيدني بمعلومات عنها. فاهتديت إلى خير من يدلني على ما أريد معرفته عنها، وهذا هو أخي الأستاذ جمعة محمد علي ياسين، لأنه ابن تلك المنطقة، وهو – أيضاً – على صلة عائلية وثيقة بالشخص الذي سمِّيت باسمه هذه البراحة، حتى لقد قال عنه: إنه جدنا الأكبر. ومن أجل ذلك فقد لجأت إليه طالباً منه أن يمدني بمعلومات مفيدة في هذا الشأن، ولم يتأخر عن ذلك، فأمدني – مشكورا – بمعلومات كاملة هي كل ما أحتاج إليه في هذا المجال. وكان فيما كتبه ما يلي:
«تقع براحة بوياسين، نسبة لجدي والد أبي محمد علي ياسين رحمة الله عليهم، في الحي القبلي لمدينة الكويت القديمة حيث يحد هذه البراحة من الشمال الشرقي بيوت ثنيان وعبداللطيف ثنيان الغانم وبيوت حسين علي السبتي ومحمد خلف السبتي. ويحدها من الشمال الغربي بيوت المطر وبيوت عبداللطيف وعبدالوهاب وعيسى العثمان (النواخذة) كما يحدها أيضا بيت العبدالجليل وبيت عبدالرحمن الفرحان وبيت عثمان العصفور. أما من الناحية الجنوبية شرقا فيحدها بيت الشيخ عبدالعزيز قاسم حمادة وإخوانه وبيت عبدالله الوكيل وبيت عيدان وبيت عبدالكريم يونس الياسين. أما من الناحية الجنوبية غرباً فيحدها بيت الملا عيسى الشرف الذي كان يعالج من أصابته الفريالة أثناء السباحة في السيف عند الجزر وفي القرب من هذه البراحة مدرسة ملا محمد الأهلية لتعليم القرآن الكريم وكذلك يوجد دكان رمضان والله تعالى أعلم.

جمعة محمد علي الياسين أبو وائل
16 شوال 1435هـ
12 أغسطس 2014م

وإذا رجعنا إلى وصفنا للبرايح بشكل عام، ثم اطلعنا على ما كتبه الأستاذ جمعة ياسين فإننا نجد وصفه متطابقاً من حيث إن البراحة أرض متسعة بين المساكن، ثم إنه يضيف إلى ذلك ذكر البيوت المحيطة بهذه البراحة المقصودة وهي براحة بوياسين، حتى ولو كانت تبعد قليلاً عنها. وهذا الوصف الذي أتى به إلينا مفيد من حيث إحاطته بالبراحة وما حولها من مساكن.
لقد اهتم الأخ أبو وائل بهذا الأمر، وقدم بحثاً جيداً حول موضوع براحة بوياسين لا يستطيع أن يقدمه إلا واحد مثله، خلق للبحث والمتابعة.
رابعاً: براحة الرندي
تتصف هذه البراحة بكامل الصفات التي سبق لنا ذكرها عن البرايح. وهي واقعة في منطقة المرقاب وهذه المنطقة تضم عدداً آخر من الفرجان والبرايح، وقد ازداد عدد سكانها مع مرور الزمن، مع العلم بأنها منطقة نشأت في وقت لاحق لنشأة المناطق الثلاث المعروفة من العاصمة وهي الشرق والوسط والقبلة.
وفي المرقاب عدد من المدارس الحديثة انتهى اليوم عملها بسبب انتقال السكان من المنطقة. وفيها أكثر من مسجد أبرزها مسجد الحمد. وهي تضم اليوم عدداً من المؤسسات الحكومية نذكر منها مجمع الوزارات الذي استولى على قسم كبير من أرض المرقاب.
أسرة الرندي من الأسر الكبيرة التي كانت تسكن في حي المرقاب منذ بداية نشأته، وقد ارتبط اسمها بالفرقة الكويتية للفنون الشعبية التي سميت: فرقة الرندي، وهي فرقة عريقة نشأت منذ عهد الشيخ مبارك الصباح (1896م – 1915م) وقد انشأ الفرقة سليمان المساعيد الرندي حين كان مرافقاً للشيخ مبارك، وقد مر نشاط هذه الفرقة بأطوار عديدة، وكان المسؤول عنها في فترة من الزمن بعد سليمان الرندي ابنه عبدالعزيز، وهو رجل شهم محب للوطن سريع الاستجابة إلى التعبير عن ذلك بواسطة فرقته المشهورة التي كانت تؤدي دورها منذ زمن طويل في كافة المناسبات وبخاصة في الأعياد وذلك في ساحة الصفاة أمام دائرة الشرطة حيث يحضرها عادة أمير البلاد والشيوخ وكبار القوم، وجمهور غفير من المواطنين.
كان سليمان الرندي وأسرته من سكان منطقة الصيهد المتاخمة لشارع فهد السالم الذي كنا نسميه شارع الجهراء وقد سميت المنطقة فيما بعد باسم: الصالحية.
انتقل هذا الرجل بأسرته إلى منطقة المرقاب، وسميت البراحة باسمهم لأن مسكنهم الذي يضم الأسرة بكاملها كجاري العادة قديماً يطل على تلك البراحة. وبعد فترة انتقلت الأسرة إلى منطقة خيطان، وقد عرفت الأخ عبدالعزيز رحمه الله، وهو يسكن في هذه المنطقة، ولا يزال منزل أسرته ومقر فرقة الرندي هناك.
هذه صورة عابرة لبراحة الرندي في المرقاب.
٭٭٭
ومما يجدر بنا ذكره هنا النشيد الذي كتبه الدكتور الشاعر عبدالله العتيبي، ولحنه الفنان غنام الديكان، وجاء ضمن أوبريت «حديث السور» وهو أوبريت وطني قُدم في اليوم الخامس والعشرين من شهر فبراير لسنة 1988م بمناسبة ذكرى العيد الوطني. شارك في تقديمه إلى جانب شادي الخليج طلاب وطالبات المدارس. وهو يتحدث عن الكويت بصفة عامة في خمس لوحات عامرة بالموسيقى محتوية على الايقاعات الكويتية المعروفة كالصوت والتوشيحة والسامري على إيقاع الدوسري.
وبدايتها:
كويت يا كويت
يا خُطوة تجاسرت على المحال
كويت يا كويت
يا غاية بمثلها لم يحلم الخيال
يا ديرة المحبة
والأهل والأحبَّه
يا شاطئ الحنان
ونحن نذكر هذا الحديث الشعري الذي أدلى به الشاعر عن سور الكويت وأبدع في تلحينه وغنائه فنانٌ من كبار فناني الكويت يشاركهما أبناؤهما من الطلاب وبناتهما من الطالبات، نذكره لأنه يحتوي على فقرة مهمة فيه، تدلنا على بعض ما تناولناه في مقالنا هذا. يقول عن «ديرة الجدود»:
عزيزة… عزيزة…
لأنها عزيزة تصُونها الجوارحْ
تزاحمت من حولها الفرجان والبرايحْ
لأجلها قد فاضت البيوت بالرجالِ
وشمَّرت سواعدٌ بالعز والمعالي
وصوت المنادي
بالحَضَر والبوادي
وهنا نرى الشاعر العتيبي وهو يتحدث عن الديرة التي يحبها والوطن العزيز الذي يعيش في ظله ولا ينسى مكونات البلاد من فرجان وبرايح، فيقدم من خلال ذلك صورة بديعة صورها بفنه الجميل، وتحدث خلالها عن مختلف جوانب الحياة التي يعيشها المواطن بكل ما فيه من عشق لبلاده.
٭٭٭
وكما تحدثنا عن الفرجان في فن الأستاذ الفنان أيوب حسين، فإننا نتحدث عن البرايح في فَنِّه، فهو كما سبق أن قلنا عنه لم يترك شيئاً من تراثنا القديم إلا وسجَّلَه بريشته ومن ذلك:
-1 براحة مبارك.
-2 براحة الدبوس.
لقد رسم هذا الفنان المبدع البراحة الأولى المذكورة هنا وهي تمثل براحة مبارك، ووصفها وفقا لمشاهدته ووفقا لما جاء في اللوحة فقال عنها إنها مكان فسيح تحيط به المنازل التي يسكنها الأهالي، ويجلسون في إحدى نواحيها لكي يتبادلوا الأحاديث، والألعاب المختلفة وقد ذكر أنها سميت بهذا الاسم نسبة إلى الشيخ مبارك الخليفة وهو من شيوخ البحرين وقد تأكد ذلك مما كتبه الأستاذ سيف الشملان.
نرى في اللوحة رقم (2) ساحة واسعة ودكاناً معرَّشاً وإلى جانب دكانين آخرين.
وعندما أثبتت اللوحة رقم (1) لبراحة مبارك قال إن هذه البراحة مشهورة جداً في الكويت القديمة. وأن الاحتفالات تقام على ساحتها في شتى المناسبات التي يتجمهر حولها الناس وقد رسم هذه اللوحة من جانب آخر يختلف عن الجانب الذي بدا في لوحة براحة مبارك رقم (2). وهنا نرى دكاناً آخر في زاوية ونرى مخبز التنور المعتاد وأكثر من دكان آخر، ونرى امرأة تبيع الباجلَّة وقد جلست في إحدى الزوايا.
من الواضح أن براحة مبارك واسعة إذا قارناها بغيرها بدليل الدكاكين التي فيها.
هذا وكان مقرها بالقرب من مسجد الدولة الحالي.
ومن البرايح التي رسمها الأستاذ الفنان أيوب حسين براحة الدبوس، وهذه البراحة صغيرة بالنسبة إلى غيرها ولكنها معروفة منذ نشأت في وسط المدينة. ونحن لا نرى فيها محلات للبيع أو مواقع للجلوس كغيرها. ولكن اسمها باقٍ في ذاكرة الناس إلى اليوم، وبخاصة وأنها مسماة على اسم منشئها من أفراد عائلة الدبوس الكرام.
٭٭٭
هذا بيان عن بعض برايح الكويت، وما فيها من مبانٍ وأماكن يرتادها الناس. وما قدمناه فيه الكفاية.
بوشقرة البحرين
بوشقرة البحرين
عضــــو نشیط جداً
عضــــو نشیط جداً

ذكر
عدد الرسائل : 786
السٌّمعَة : 0
نقاط : 27488
تاريخ التسجيل : 20/07/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى